عبّر عدد من سكان حي الفخارة وتجزئة الكوثر، التابعة للملحقة الإدارية النخيل الجنوبي بمراكش، عن استيائهم الشديد من استمرار حرق النفايات بالقرب من مساكنهم، وما يخلّفه ذلك من روائح كريهة ودخان كثيف يتسرب إلى داخل منازلهم، محوّلًا حياتهم اليومية إلى معاناة، مشيرين إلى أن هذه الظاهرة أصبحت تتكرر بشكل شبه يومي دون أي تدخل يذكر من الجهات المسؤولة.
وأكد عدد من السكان في تصريحات لجريدة العمق، أنهم لم يعودوا قادرين على تحمّل الروائح الكريهة الناتجة عن حرق النفايات، خاصة كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض تنفسية أو حساسية، معتبرين أن السماح بإحراق النفايات بالقرب من المساكن يعدّ “ظلما” في حق الساكنة ومساسا بصحتهم وكرامتهم”. وأضافوا أن استمرار هذا الوضع دفع العديد من الأسر إلى إغلاق نوافذهم بشكل دائم تفادياً لاستنشاق الأدخنة والروائح الخانقة.
وفي تصريح لجريدة “العمق”، عبّر المنسق الجهوي للمنتدى الوطني لحقوق الإنسان عن استنكاره الشديد لاستمرار حرق النفايات بالقرب من المساكن بحي الفخارة وتجزئة الكوثر بمراكش، معتبراً أن هذا السلوك “يمثل خرقاً واضحاً للحق في بيئة سليمة، الذي تكفله المواثيق الدولية والدستور المغربي”، مشددا على أن ما يجري يعكس ضعف المراقبة البيئية وغياب مقاربة تشاركية فعالة لمعالجة مشكل تدبير النفايات بالمنطقة.
وأكد المتحدث أن “استمرار مثل هذه الممارسات يشكل تهديداً حقيقياً لصحة المواطنين وسلامتهم، خاصة الفئات الهشة كالأطفال وكبار السن والمرضى، داعياً السلطات المحلية إلى التدخل العاجل لوقف هذا الفعل غير القانوني، وفتح تحقيق لتحديد المسؤوليات واتخاذ الإجراءات اللازمة
ومن جهتها، أشارت جمعية تجزئة الكوثر للتنمية والتضامن، في مراسلة موجهة إلى باشا المنطقة، إلى أن معاناة الساكنة ما تزال متواصلة جراء استمرار حرق النفايات بالقرب من المساكن، رغم أنها سبق أن راسلت السلطات المحلية وترافعت بشأن هذا الملف. وأبرزت الجمعية أن شكايات الساكنة المتكررة لم تجد بعد طريقها إلى الحل الملموس على أرض الواقع.
وأكدت الجمعية أن الوضع الحالي “مقلق”، داعية إلى التدخل العاجل لاتخاذ الإجراءات والتدابير الكفيلة بوضع حد لهذه الحرائق الليلية التي تتسبب في تلوث الهواء، مع محاسبة الجهات أو الأشخاص المتورطين في هذه التصرفات التي وصفتها بـ“غير المسؤولة”، مطالبين بتعزيز المراقبة الميدانية وتوفير بدائل آمنة لتدبير النفايات بما يحافظ على صحة المواطنين وبيئتهم.
* الصورة تعبيرية
المصدر: العمق المغربي
