بي بي سي

ضرب الإعصار كالمايجي، الخميس، وسط فيتنام، حيث أجلت السلطات آلاف السكان من المناطق الساحلية، بعدما أودى بحياة 140 شخصاً على الأقل في الفلبين.

وأحدث كالمايجي، الإعصار “الأكثر فتكاً في العالم هذا العام”، دماراً واسعاً هذا الأسبوع في الفلبين، حيث تسبب بفقدان 127 شخصاً بعد فيضانات مدمّرة، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.

وأعلنت وزارة البيئة الفيتنامية أن الإعصار ضرب مقاطعتي داك لاك وزا لاي، وسط البلاد، مساء الخميس، مصحوباً برياح بلغت سرعتها 149 كيلومتراً في الساعة.

وقال فام آن توان، كبير المسؤولين في محافظة غيا لاي، حيث أفاد الإعلام الرسمي عن إجلاء أكثر من سبعة آلاف شخص منذ ليل الأربعاء: “إنه إعصار هائل قادر على التسبب بدمار مروّع”.

ويأتي الإعصار في وقت لم تتعافَ فيه مناطق وسط فيتنام من الفيضانات والأمطار غير المسبوقة التي أودت بحياة 47 شخصاً على الأقل وأغرقت مواقع تاريخية تعود لقرون.

وفي منطقة كي نهو نام الساحلية في غيا لاي، شاهد مراسل وكالة فرانس برس مسؤولين يطرقون الأبواب لدعوة السكان إلى الإخلاء قبل وصول الإعصار.

ولجأ العشرات، معظمهم نساء مسنّات وأطفال، إلى مدرسة يوم الخميس حاملين وسائد وبطانيات لقضاء الليلة.

وقالت تران ثي نغهيا (56 عاماً) لوكالة فرانس برس، التي غادرت منزلها المكوّن من طابق واحد بدعوة من السلطات: “لم أعد شابة، ولا أرغب في المخاطرة بحياتي”.

تُعد فيتنام من بين أكثر مناطق العالم تعرضاً للأعاصير، إذ يضربها نحو عشرة أعاصير أو عواصف سنوياً، لكن كالمايغي هو الثالث عشر هذا العام.

ويحذر العلماء من أن تغير المناخ الناجم عن النشاط البشري يجعل الظواهر المناخية القصوى أكثر تواتراً وشدة ودماراً.

“كارثة وطنية”

وصل كالمايغي إلى وسط الفلبين، الاثنين، حيث ضرب جزيرتي سيبو ونيغروس.

وتسببت فيضانات غير مسبوقة في مقاطعة سيبو بجرف مركبات وأكواخ مطلة على الأنهار، وصولاً إلى حاويات شحن ضخمة.

وفي بلدة ليلوان القريبة من مدينة سيبو، حيث تم انتشال 35 جثة، شاهد مراسلو فرانس برس سيارات مكدّسة فوق بعضها وأسقفًا اقتُلعت من المباني، فيما حاول السكان الحفر في الوحل بحثاً عن ناجين.

وأعلن الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس، الخميس، “حال الكارثة الوطنية”، وأجاز للحكومة تخصيص أموال للمساعدات الإنسانية وفرض سقف لأسعار السلع الأساسية.

ولا يزال أكثر من 500 ألف فلبيني نازحين ولم يعودوا إلى منازلهم بعد.

صورة 2_3

“فيتنام إيرلاينز” تلغي أو تعيد جدولة أكثر من 50 رحلة طيران في فيتنام

ومع وصول العاصفة إلى فيتنام، قال زعيم الحزب الشيوعي الفيتنامي تو لام إنه اضطر إلى وقف جلسة اللجنة المركزية للحزب حتى يتمكن المسؤولون من العودة إلى مناطقهم المهددة بالإعصار.

وحمل بعض السكان المياه والملابس والمؤن الأساسية على دراجاتهم النارية قبل أن يسارعوا إلى مغادرة منازلهم.

وقال رجل يبلغ من العمر 53 عاماً عرّف عن نفسه باسم ثان: “لم أشهد إعصاراً ضخماً كهذا في حياتي كلها”.

وأشار إلى أنه ينوي البقاء في منزله عند وصول الإعصار، مضيفاً: “لا أخشى سوى الأمطار الغزيرة التي قد تتسبب بفيضانات ضخمة، وسأرسل أطفالي للإقامة لدى أقاربنا”.

وأُغلقت المدارس يومي الخميس والجمعة في غيا لاي وكون غاي، كما أُغلِق ثمانية مطارات على الأقل في المنطقة الوسطى، من بينها مطار دا نانغ الدولي، أوقفت عملياتها أو تستعد لتعليقها بسبب العاصفة.

وأعلنت الخطوط الجوية الوطنية “فيتنام إيرلاينز” الغاء أو إعادة جدولة أكثر من 50 رحلة طيران في فيتنام.

وأغرقت الأمطار الغزيرة، التي بدأت في أواخر تشرين الأول/أكتوبر، عاصمة الإمبراطورية السابقة “هوي” وبلدة “هوي آن” التاريخية، وهما موقعان مدرجان على قائمة التراث العالمي لليونسكو.

وشهدت البلاد هطول أمطار قياسية بلغ منسوبها 170 سنتيمتراً خلال 24 ساعة.

وتواجه فيتنام، التي تمتد سواحلها على أكثر من 3.200 كيلومتر وتضم 2.300 نهر، خطراً كبيراً من الفيضانات.

وأدت الكوارث الطبيعية هذا العام إلى مقتل أو فقدان 279 شخصاً، وتسببت بأضرار تتجاوز ملياري دولار، وفق المكتب الوطني للإحصاءات في فيتنام.

شاركها.