أمد/ تل أبيب: قالت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية أن مصر قدمت مقترحا على نحو 200 مسلح من حماس محاصرين في أنفاق رفح لتقديم معلومات جديدة عن الأنفاق لتدميرها، مقابل “ممر آمن” ودخول مناطق الخط الأصفر التي تسيطر عليها حماس.
وأفاد مصدران مطلعان على المحادثات لرويترز أن العرض قد قُدّم إلى إسرائيل وحماس، اللتين لم توافقا عليه بعد، وأن المحادثات لا تزال جارية.
وزعمت مصادر لرويترز أن الاتصال بالمسلحين المحاصرين في رفح انقطع تقريبًا في مارس/آذار، وأنهم “قد لا يكونون على علم بوقف إطلاق النار”.
وقال أحد المصادر أن إطلاق سراح المسلحين “يخدم مصلحة الحفاظ على وقف إطلاق النار”.
مقترح أمريكي لإنهاء أزمة المسلحين
قدمت إدارة ترامب في الأيام الأخيرة إلى إسرائيل اقتراحا لحل الأزمة عناصر حماس المسلحين المتواجدين في الأنفاق برفح في المنطقة الصفراء حيث يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، بحسب ما قاله مسؤولان أمريكيان كبيران مطلعان على هذه القضية لقناة 12 العبرية.
ويرى الأميركيون، أن بقاء المسلحين في الأنفاق في رفح يشكل مصدر توتر أدى إلى تصعيدين خطيرين وقوض وقف إطلاق النار، ويريدون تفكيك هذا اللغم.
ويقول المسؤولون الأميركيون إن إدارة ترامب نقلت أيضاً إلى إسرائيل رسالة مفادها أن هذا الحدث يمكن أن يتحول إلى نوع من المشروع “التجريبي” لنزع سلاح حماس في غزة.
وأشار مسؤولون أميركيون إلى أنه وفقاً للاقتراح الذي قدمته الولايات المتحدة لإسرائيل، فإن مسلحي حماس في الأنفاق في رفح سوف يستسلمون ويسلمون أسلحتهم إلى طرف ثالث مصر أو قطر أو تركيا.
وفي المقابل، ستمنح إسرائيل “العفو” للمسلحين ولن تقتلهم إذا لم يعودوا إلى النشاط العسكري.
وسوف ينتقل المسلحون من الأراضي التي تسيطر عليها قوات الجيش الإسرائيلي، إلى الأراضي التي تسيطر عليها حماس، وسيتم تدمير الأنفاق التي كانوا يعملون من خلالها.
الشخص الذي يتوسط بين إسرائيل وحماس في هذه القضية بناء على طلب الولايات المتحدة هو رئيس المخابرات التركية إبراهيم قالن.
والتقى قالن في إسطنبول يوم الأربعاء، وفداً من كبار مسؤولي حماس برئاسة خليل الحية.
وجاء في بيان صادر عن المخابرات التركية: “خلال الاجتماع، ناقش الطرفان الخطوات اللازمة لضمان حسن سير عملية وقف إطلاق النار ومعالجة المشكلات القائمة. كما أجريا مشاورات حول السبل الممكنة لتنفيذ المراحل التالية من خطة وقف إطلاق النار”.
وقال مسؤول أميركي كبير إن الولايات المتحدة اقترحت على إسرائيل استخدام حادثة رفح كمثال على كيفية نزع سلاح حماس سلميا.
نريد أن تكون هذه تجربةً يمكن توسيعها لاحقًا لتشمل مناطق أخرى في غزة. الموقف الإسرائيلي الحالي متصلبٌ كالعادة، لكننا في خضمّ المفاوضات، كما قال المسؤول الأمريكي.
أشار مسؤول إسرائيلي إلى أن إسرائيل لا توافق في هذه المرحلة على جميع بنود الاقتراح الأمريكي. وقال المسؤول الإسرائيلي: “بعض المسلحين في أنفاق رفح قتلة. لن يُمنحوا عفواً. بإمكانهم الموت أو الاستسلام ليُعتقلهم الجيش الإسرائيلي”.
كما تقدر المؤسسة الدفاعية أن هدار غولدين المختطف، محتجز في أحد الأنفاق تحت الأرض في رفح ويتحصن في هذا النفق 150 عنصرا من حماس حاليا لذلك لا يهاجم جيش الدفاع الإسرائيلي النفق جوا ولا يحاول زرع متفجرات مختلفة فيه.
وكان رئيس الأركان إيال زامير، قد صرّح لصانعي القرار في الأيام الأخيرة بأنه لا يجوز السماح لأي إرهابي بالخروج حيا دون إعادة رفات هدار غولدين.
وبعد الكشف عن التفاصيل على “القناة 12″، وافق المستوى السياسي على مغادرة عناصر حماس المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي مقابل نزع سلاحهم، وبعد تراجع رئيس الوزراء نقل زامير إلى القيادة السياسية موقفا حازما بشأن مسار العمل المطلوب ضد عناصر الحركة في جنوب القطاع.
وصباح الاثنين، كشفت “قناة N12” أن إسرائيل تدرس السماح لـ200 عنصر من حماس في مناطق خاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي بعبور الخط الأصفر إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحركة، مقابل نزع سلاحهم.
زامير يربط خروج مقاتلي حماس من أنفاق رفح بجثة غولدن
قال رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، إيال زامير مساء يوم الثلاثاء، إنه “لن يُسمح لأيّ من عناصر حماس المحاصرين في رفح بالخروج أحياء ما لم تُستعد جثة الضابط هدار غولدن”، الذي تحتجزه الحركة في قطاع غزة منذ عام 2014.
وبحسب ما أوردت وسائل إعلام عبرية، فإن زامير عرض موقف الجيش أمام القيادة السياسية، واعتبر أنه لا يمكن السماح بخروج المقاتلين من المناطق الخاضعة لسيطرة الاحتلال في رفح “إلا مقابل إعادة جثث الأسرى الإسرائيليين”.
وجاءت تصريحات زامير في أعقاب تقارير إسرائيلية أفادت بأن الحكومة درست احتمال السماح لنحو 200 من عناصر حماس المتواجدين داخل أنفاق في المنطقة التي يسيطر عليها جيش الاحتلال في رفح، بالانسحاب نحو الجانب الآخر من “الخط الأصفر”، مقابل تسريع عملية تسليم جثث عدد من الأسرى.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أن نتنياهو بحث المقترح مع مقربين منه خلال الأيام الماضية، في إطار سعيه لاستعادة المزيد من جثث الأسرى. إلا أن تسرّب أثار موجة غضب داخل الحكومة، خصوصًا من وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، اللذين رفضا السماح بمرور المقاتلين.
وعقب الانتقادات، أعلن مكتب نتنياهو أن “رئيس الحكومة لم يبحث أيّ اتفاق من هذا النوع”، مشددا على أنه “يصرّ على تنفيذ التفاهمات القائمة كما هي”، في إشارة إلى بنود وقف إطلاق النار التي دخل حيّز التنفيذ بموجب خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لإنهاء الحرب على غزة.
وذكرت القناة 12 العبرية، أن زامير توجّه في الأيام الأخيرة مباشرة إلى القيادة السياسية، وقال إنه “لا يجوز السماح بخروج أيّ مقاتل من رفح إلا مقابل إعادة جثة غولدن”. وأضاف أن الجيش مستعد للنظر في صفقة تبادل محدودة فقط في حال التزمت حماس بهذا الشرط.
ويُقدّر الجيش الإسرائيلي أن جثة غولدن، الذي قُتل في رفح خلال عدوان الاحتلال على غزة عام 2014، لا تزال مدفونة في المنطقة ذاتها.
وبحسب “يديعوت أحرونوت”، فإن المقاتلين المحاصرين في المنطقة الواقعة شمال رفح عالقون في شبكة أنفاق تحت الأرض بين مواقع الجيش الإسرائيلي والجانب الفلسطيني من الخط الفاصل، منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار.
وتطالب حركة حماس بالسماح بخروجهم مع مدنيين آخرين نحو عمق القطاع.
وذكرت الصحيفة أن زامير قدّم توصية إلى المستوى السياسي، دعا فيها إلى “قتل جميع المقاتلين المحاصرين في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق لاستعادة الجثث”، مشيرًا إلى أن الجيش “يُقدّر أن حماس لا تملك معلومات دقيقة عن مواقع جميع الجنود القتلى”، لكنها قادرة على تحديد بعضهم بسرعة أكبر مما يستطيع الجيش فعله.
في المقابل، تقدّر الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن حماس تستطيع تحديد مواقع جثث ما بين ثلاثة إلى أربعة من أصل سبعة أسرى إسرائيليين لا تزال جثثهم في القطاع، فيما تبقى المعلومات حول الآخرين غير مؤكدة.
وبحسب القناة 12، فإن النقاش بين المستويين السياسي والعسكري لا يزال مفتوحًا بشأن كيفية التعامل مع المقاتلين الذين يقدر عددهم بنحو 200، وقالت إن النقاشات داخل القيادة السياسية جاءت بعد تقارير صحافية عن موافقة مبدئية على السماح بخروج هؤلاء المقاتلين مقابل تسليم سلاحهم، قبل أن يتراجع نتنياهو تحت ضغط وزراء اليمين، ويعلن أن القرار النهائي يقضي بإبقائهم داخل المناطق التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي.
وقالت الصحيفة إن عائلة الضابط غولدن مارست ضغوطًا علنية على نتنياهو، مطالبة إياه بلقاء شخصي، ومؤكدة أن “إعادة جميع الجثث واجب قومي لا يمكن التنازل عنه”.
في المقابل، تؤكد حركة حماس أنها تواجه صعوبات في تحديد مواقع جميع الجثث، مضيفة في بيان سابق أن دخول معدات هندسية وفِرق الصليب الأحمر المرافقة لعناصرها في عمليات البحث “أسهم في تسريع عملية إخراج الجثث”.
ويرى مراقبون في إسرائيل أن الموقف الذي أعلنه زامير يعكس تباينًا واضحًا بين المؤسسة العسكرية التي تسعى لإنهاء الملف بسرعة، وبين القيادة السياسية التي تراعي التوازنات الداخلية وضغوط شركائها في الائتلاف الحاكم.
وأثار موقف زامير انتقادات في الأوساط العسكرية والإعلامية الإسرائيلية، بعد أن نقل ما لا يقل عن ثلاثة مراسلين عسكريين عنه قوله إنه “مستعدّ للنظر في إطلاق سراح مقاتلي حماس المحاصرين في رفح مقابل استعادة جثة غولدن”.
ورأى معلّقون أن تكرار التصريحات في وسائل الإعلام المختلفة يشير إلى أنّها نُقلت بتوجيه من قيادة الجيش، في ما اعتُبر تسريبًا مقصودًا هدفه اختبار ردود الفعل السياسية.
وانتقدت أوساط اليمين المتطرف هذا التوجيه، معتبرة أن “طرح فكرة المساومة مجددًا يمنح حماس فرصة لإعادة فتح الاتفاق القائم ومطالبة إسرائيل بثمن أعلى مقابل الجثث المحتجزة، بعد أن كانت المسألة جزءًا من الاتفاق”.
إسرائيل تمتنع عن قصف أنفاق رفح
تقدّر أجهزة الأمن الإسرائيلية أن جثة الضابط هدار غولدن، الذي قتل في رفح خلال عدوان عام 2014، ما زالت مدفونة في المنطقة ذاتها، داخل نفقٍ تتحصن فيه مجموعة من مقاتلي حركة حماس الذين تطالب الحركة بالسماح لهم بمغادرة المنطقة التي يسيطر عليها جيش الاحتلال.
وبحسب تقارير بثّتها وسائل الإعلام العبرية، فإن “غولدن يُعتقد أنه محتجز داخل أحد الأنفاق في حي جنينة شرقي رفح، حيث يتحصن نحو 150 من عناصر حماس”، مشيرة إلى أن المعلومات أُجيز نشرها من قبل الرقابة العسكرية.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر أمنية قولها إن إسرائيل “تمتنع عن تنفيذ قصفٍ جوي أو تفجيرٍ أرضي للنفق المعني خشية أن يؤدي ذلك إلى استحالة استعادة جثة غولدن ودفنها في إسرائيل”، مضيفة أن الأجهزة الأمنية تعتبر أن “حماس قادرة على إعادة الجثة لكنها تمتنع عن ذلك”.
ووفق ما نقلته صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مصدر أمني، فإن التقديرات تشير إلى أن غولدن محتجز داخل شبكة الأنفاق نفسها التي يتحصن فيها “نحو مئتي مقاتل من حركة حماس في رفح”.
وذكرت الصحيفة أن هؤلاء المقاتلين عالقون منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار داخل الأنفاق الواقعة تحت الأرض في منطقة تقع خلف “الخط الأصفر” وتخضع لسيطرة الجيش الإسرائيلي، ما يجعلهم فعليًا “محاصرين هناك”.
وكانت حركة حماس قد أكدت أن الاتصالات مع عناصرها المتواجدين في رفح منقطعة منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 11 تشرين الأول/ أكتوبر 2025، فيما طالبت عبر الوسطاء، سلطات الاحتلال، بالسماح بمرور آمن للمقاتلين إلى الجانب الآخر من “الخط الأصفر”.
ويأتي ذلك في أعقاب تصريحات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، مساء الثلاثاء، التي قال فيها إنه “لن يُسمح لأي من عناصر حماس المحاصرين في رفح بالخروج أحياء ما لم تُستعد جثة غولدن”، وأضاف أن الجيش “لن يوافق على أيّ تسوية تتيح خروجهم دون مقابل واضح يتعلق بالجثث المحتجزة”.
وأفادت القناة 12 العبرية بأن زامير قدّم موقفه مباشرة إلى القيادة السياسية، واعتبر أن “خروج مقاتلي حماس لا يمكن أن يتم إلا ضمن صفقة تبادل محدودة تُعيد جثث الأسرى الإسرائيليين”.
وكانت وسائل إعلام عبرية قد ذكرت أن الحكومة درست، في الأيام الماضية، احتمال السماح لنحو مئتي مقاتل من حماس متحصنين داخل أنفاق رفح بالانسحاب نحو الجانب الفلسطيني من “الخط الأصفر”، مقابل تسريع تسليم عدد من الجثث.
لكنّ التسريبات أثارت موجة غضب داخل الحكومة، خصوصًا من وزيري المالية والأمن القومي، بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، اللذين رفضا بشدة “منح المقاتلين ممرًا آمنًا”.
وعقب الجدل، أصدر مكتب نتنياهو بيانًا نفى فيه أن يكون رئيس الحكومة قد ناقش أيّ اتفاقٍ من هذا النوع، مؤكدًا أنه “يصرّ على تنفيذ التفاهمات القائمة كما هي”، في إشارة إلى بنود وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ بموجب خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها ستسلم جثة رهينة إسرائيلي في التاسعة مساء، وذلك في إطار وقف إطلاق النار الساري في القطاع.
وفي حال إتمام عملية تسليم الرهينة الإسرائيلي مساء اليوم، تكون حماس قد سلمت 22 جثة، فيما تبقى في القطاع 6 جثث تعود لجنود.
