يُقدَّر عدد المستفيدين من البرنامج بنحو خمسة آلاف شخص يعيشون حالياً في الولايات المتحدة؛ البرنامج أتاح لهم منذ أكثر من 14 عاماً الحماية من الترحيل وإمكانية العمل بشكل قانوني، في ظل ظروف الحرب الأهلية وعدم الاستقرار في بلادهم.
نيروبي: التغيير
تعتزم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنهاء برنامج الحماية المؤقتة الممنوح لمواطني جنوب السودان المقيمين في الولايات المتحدة، في خطوة قد تنهي سنوات من الإقامة القانونية التي استفاد منها آلاف النازحين من الدولة الإفريقية، وفق ما نقلته شبكة (سي بي إس نيوز).
وقالت الشبكة الأربعاء، إن وزارة الأمن الداخلي الأميركية قررت إنهاء البرنامج بناءً على توصية الوزيرة كريستي نويم، بعد مشاورات مع وزارة الخارجية وعدد من الوكالات الفيدرالية المعنية.
وبرّرت الوزارة القرار بالإشارة إلى ما وصفته بـ«انتهاء الصراع المسلح وتحسن العلاقات الدبلوماسية مع جوبا»، إضافةً إلى «تعهد حكومة جنوب السودان بإعادة دمج العائدين»، معتبرةً أن تمديد البرنامج لم يعد متسقاً مع المصالح الأميركية.
ومن المقرر أن تنتهي صلاحية البرنامج في 3 نوفمبر 2025، على أن يُنشر الإشعار الرسمي بالإنهاء في السجل الفيدرالي خلال الأسبوع الجاري. ووفقاً لمسؤول في الوزارة، ستُمنح فترة سماح مدتها 60 يوماً لمواطني جنوب السودان لمغادرة البلاد طوعاً قبل بدء تنفيذ قرارات الترحيل في يناير المقبل.
ويُقدَّر عدد المستفيدين من البرنامج بنحو خمسة آلاف شخص يعيشون حالياً في الولايات المتحدة. وكان البرنامج قد أتاح لهم منذ أكثر من 14 عاماً الحماية من الترحيل وإمكانية العمل بشكل قانوني، في ظل ظروف الحرب الأهلية وعدم الاستقرار في بلادهم.
ويعود إطلاق هذا البرنامج إلى فترة ما بعد استقلال جنوب السودان في عام 2011، حينما واجهت الدولة الوليدة صراعات مسلحة وأزمات إنسانية دفعت الإدارات الأميركية المتعاقبة إلى تمديد العمل به بصورة منتظمة.
وكان آخر تجديد رسمي للبرنامج قد تم في نوفمبر 2023 بواسطة وزير الأمن الداخلي آنذاك أليخاندرو مايوركاس، لمدة 18 شهراً، حتى 3 مايو 2025، بسبب استمرار الصراع والظروف الاستثنائية التي تحول دون عودة اللاجئين بأمان.
غير أن الوزارة مددت العمل به تلقائياً لستة أشهر إضافية إلى 3 نوفمبر الجاري، بعد تأخر مراجعة أوضاع جنوب السودان ضمن المهلة القانونية.
ويُمثل هذا القرار، بحسب مراقبين، تحولاً كبيراً في السياسة الأميركية تجاه جنوب السودان، البلد الذي لا يزال يعاني من تداعيات الحرب الأهلية وضعف البنية الاقتصادية والإنسانية، وسط تحذيرات أممية من خطر انزلاقه مجدداً إلى دائرة الصراع المسلح.
المصدر: صحيفة التغيير