اختتمت يوم الأربعاء 5 نونبر 2025 بالرباط أشغال الندوة الإقليمية حول الإعلام والقضايا الكبرى في المنطقة المغاربية، التي نظمها المنتدى المغربي للصحافيين الشباب بالتعاون مع الهيئات المنضوية تحت لواء الشبكة المغاربية لحرية الإعلام. وشارك في الندوة إعلاميون وخبراء وفاعلون حقوقيون ومؤسساتيون، إلى جانب ممثلين عن منظمات إقليمية ودولية من المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا وتشاد.
وأكد المشاركون في ختام يومين من النقاش والتحليل على دور الصحافة المغاربية المحوري، داعين الإعلام إلى المساهمة الفاعلة في صناعة الوعي الجماعي وصياغة السرديات الإيجابية، بدل الاقتصار على التغطية الظرفية للأحداث.
جدد الإعلاميون والخبراء تضامنهم الثابت مع الشعب الفلسطيني ونضاله المشروع ضد الاحتلال الإسرائيلي. وأشاد البيان الختامي بالدور الريادي للمملكة المغربية، بقيادة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، في الدفاع عن المدينة المقدسة ودعم صمود أهلها. وشدد البيان على أن القضية الفلسطينية تظل قضية مركزية في الضمير المغاربي، وأن الدفاع عنها يمثل التزامًا بقيم الحرية والكرامة والعدالة الإنسانية.
في خطوة نحو تعزيز التكامل الإقليمي، أكد المشاركون على وحدة المصير بين شعوب المنطقة المغاربية، ودعوا إلى اتخاذ إجراءات عملية تضمن حرية التنقل بين دول المغرب الكبير وفتح الحدود. وأكدوا أن هذه الخطوة أساسية لتيسير التبادل الثقافي والإعلامي بين الصحافيين والمؤسسات الإعلامية، وتعزيز التعاون المهني والإعلامي من خلال إنشاء شبكات وتكتلات مهنية مشتركة.
نبهت الندوة إلى تصاعد خطابات الكراهية والتحريض في الفضاءات الرقمية والإعلامية، معتبرة أن الاعتداء اللفظي أو الرمزي على وحدة الدول أو سيادتها ورموزها الوطنية يمثل أبرز مصادر هذه الخطابات التي تهدد السلم الاجتماعي ووحدة الشعوب. ودعا المشاركون إلى اعتماد مواثيق مهنية وأخلاقية مغاربية تجرم التحريض على العنف والعداء بين الشعوب، وتشجع الصحافة على تبني خطاب التفاهم والاحترام المتبادل.
اعتبر البيان أن استضافة المغرب لتظاهرات رياضية كبرى، مثل كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030، تشكل فرصة تاريخية لبناء سردية مغاربية موحدة تعلي قيم الأخوة والتقارب. ودعا المشاركون إلى إطلاق منصة تحريرية مغاربية مشتركة لتغطية هذه البطولات وتطبيق مواثيق مهنية ضد خطاب الشحن والتعصب الرياضي.
أكد المشاركون على أن حرية الصحافة وكرامة الصحافيين ركائز لا غنى عنها لأي مشروع ديمقراطي حقيقي. وطالبوا الحكومات المغاربية بمراجعة الأطر القانونية والتشريعية لضمان استقلالية الإعلام، مع التعبير عن التضامن مع جميع الصحافيين المعتقلين أو الملاحقين بسبب آرائهم، والدعوة لإطلاق سراحهم ووقف أي تضييق على ممارسة الصحافة.
أعلنت الشبكة المغاربية لحرية الإعلام عن انخراطها في صياغة ميثاق إعلامي وحقوقي مغاربي لترسيخ مبادئ احترام الكرامة الإنسانية، ومحاربة خطابات الكراهية والتفرقة، والدفاع عن حرية الرأي والتعبير في المنطقة.
وفي ختام البيان، أكد المشاركون التزامهم بمواصلة العمل من أجل بناء فضاء إعلامي مغاربي موحد، حر، ومسؤول.
المصدر: العمق المغربي
