في استجابة للمسيرة الاحتجاجية التي نظمتها نساء دوار “تلحيانت” (نواحي خنيفرة) قام عامل إقليم خنيفرة بزيارة ميدانية إلى الدوار صباح اليوم، حيث عقد لقاءً مباشراً مع النساء اللواتي شاركن في التحرك الاحتجاجي.
وأفادت نورة المنعم، عضو فدرالية رابطة حقوق النساء بجهة بني ملال خنيفرة، بأن اللقاء تمحور حول المطالب الملحة للساكنة التي دفعت النساء إلى تنظيم مسيرتهن.
وأوضحت المنعم، ضمن تصريح لهسبريس، أن النساء شرحن للعامل “المعاناة اليومية” التي يتسبب فيها التدهور الكبير الذي تعرفه الطريق الرئيسية منذ سنوات عديدة، مؤكدات أن هذا الوضع أدى إلى صعوبة بالغة في الولوج إلى الخدمات الأساسية، وعلى رأسها المرافق الصحية والتعليمية.
ومن بين أبرز المشاكل التي تم عرضها، حسب المتحدثة ذاتها، انقطاع النقل المدرسي عن الدوار بسبب حالة الطريق، وهو ما يضطر التلاميذ وأمهاتهم إلى قطع مسافة طويلة سيراً على الأقدام، ذهاباً وإياباً، للوصول إلى المدارس، مردفة بأنه تم أيضا طرح المشاكل التي تواجهها الساكنة في ما يتعلق بالحصول على الماء.
ووفقاً للحقوقية ذاتها استقبل عامل الإقليم مطالب النساء المحتجات، وقدم وعوداً للاستجابة لها، موردة أن هذه الوعود تنقسم إلى شقين، “منها ما يحمل طابعاً استعجالياً، ومنها ما سيتحقق على المدى البعيد أو المتوسط”.
وختمت المنعم بأن “مطالب الساكنة عادلة ومشروعة، فيما جاءت الاحتجاجات بعد سنوات من الصبر وانتظار التدخلات الرسمية التي لم تتحقق إلا بعد خروج النساء إلى الشارع، مطالِبات بحقوقهن الأساسية في العيش بكرامة داخل مناطق المغرب العميق”.
يذكر أن بلدة تلحيانت في أعالي جبال خنيفرة شهدت أمس الثلاثاء مسيرة نسائية حاشدة، تعرّضت في بدايتها لمحاولة اعتراض من طرف السلطات المحلية، في مشاهد وثقتها مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر تدافعاً ومنعاً لتقدم المحتجات نحو الطريق الرئيسية.
ورغم تدخل السلطات لمحاولة ثني المحتجات عن مواصلة السير نحو مقر عمالة الإقليم تمكنت المشاركات من استكمال تحركهن بعزيمة وإصرار.
وتتزامن هذه المسيرة مع مفارقة لافتة؛ فبينما تتحدث الحكومة عن تقدم في مؤشرات التنمية تكشف الاحتجاجات المتكررة في الدواوير الجبلية عن واقع آخر يعيش خارج الأرقام الرسمية. وفي هذا الصدد لم تكن مطالب النساء في تلحيانت “تنظيراً حول التنمية”، بل نداءً بسيطاً: طريق صالحة، وصول إلى المستشفى، ماء شروب، وتخفيف عزلتهن الجغرافية والاجتماعية.
المصدر: هسبريس
