أمد/ تل أبيب: تقدّر أجهزة الأمن الإسرائيلية أن جثة الضابط هدار غولدن، الذي قتل في رفح خلال عدوان عام 2014، ما زالت مدفونة في المنطقة ذاتها، داخل نفقٍ تتحصن فيه مجموعة من مقاتلي حركة حماس الذين تطالب الحركة بالسماح لهم بمغادرة المنطقة التي يسيطر عليها جيش الاحتلال.
وبحسب تقارير بثّتها وسائل الإعلام العبرية، فإن “غولدن يُعتقد أنه محتجز داخل أحد الأنفاق في حي جنينة شرقي رفح، حيث يتحصن نحو 150 من عناصر حماس”، مشيرة إلى أن المعلومات أُجيز نشرها من قبل الرقابة العسكرية.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر أمنية قولها إن إسرائيل “تمتنع عن تنفيذ قصفٍ جوي أو تفجيرٍ أرضي للنفق المعني خشية أن يؤدي ذلك إلى استحالة استعادة جثة غولدن ودفنها في إسرائيل”، مضيفة أن الأجهزة الأمنية تعتبر أن “حماس قادرة على إعادة الجثة لكنها تمتنع عن ذلك”.
ووفق ما نقلته صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مصدر أمني، فإن التقديرات تشير إلى أن غولدن محتجز داخل شبكة الأنفاق نفسها التي يتحصن فيها “نحو مئتي مقاتل من حركة حماس في رفح”.
وذكرت الصحيفة أن هؤلاء المقاتلين عالقون منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار داخل الأنفاق الواقعة تحت الأرض في منطقة تقع خلف “الخط الأصفر” وتخضع لسيطرة الجيش الإسرائيلي، ما يجعلهم فعليًا “محاصرين هناك”.
وكانت حركة حماس قد أكدت أن الاتصالات مع عناصرها المتواجدين في رفح منقطعة منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 11 تشرين الأول/ أكتوبر 2025، فيما طالبت عبر الوسطاء، سلطات الاحتلال، بالسماح بمرور آمن للمقاتلين إلى الجانب الآخر من “الخط الأصفر”.
ويأتي ذلك في أعقاب تصريحات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، مساء الثلاثاء، التي قال فيها إنه “لن يُسمح لأي من عناصر حماس المحاصرين في رفح بالخروج أحياء ما لم تُستعد جثة غولدن”، وأضاف أن الجيش “لن يوافق على أيّ تسوية تتيح خروجهم دون مقابل واضح يتعلق بالجثث المحتجزة”.
وأفادت القناة 12 العبرية بأن زامير قدّم موقفه مباشرة إلى القيادة السياسية، واعتبر أن “خروج مقاتلي حماس لا يمكن أن يتم إلا ضمن صفقة تبادل محدودة تُعيد جثث الأسرى الإسرائيليين”.
وكانت وسائل إعلام عبرية قد ذكرت أن الحكومة درست، في الأيام الماضية، احتمال السماح لنحو مئتي مقاتل من حماس متحصنين داخل أنفاق رفح بالانسحاب نحو الجانب الفلسطيني من “الخط الأصفر”، مقابل تسريع تسليم عدد من الجثث.
لكنّ التسريبات أثارت موجة غضب داخل الحكومة، خصوصًا من وزيري المالية والأمن القومي، بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، اللذين رفضا بشدة “منح المقاتلين ممرًا آمنًا”.
وعقب الجدل، أصدر مكتب نتنياهو بيانًا نفى فيه أن يكون رئيس الحكومة قد ناقش أيّ اتفاقٍ من هذا النوع، مؤكدًا أنه “يصرّ على تنفيذ التفاهمات القائمة كما هي”، في إشارة إلى بنود وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ بموجب خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها ستسلم جثة رهينة إسرائيلي في التاسعة مساء، وذلك في إطار وقف إطلاق النار الساري في القطاع.
وفي حال إتمام عملية تسليم الرهينة الإسرائيلي مساء اليوم، تكون حماس قد سلمت 22 جثة، فيما تبقى في القطاع 6 جثث تعود لجنود.
