وجهت فعاليات سينمائية وثقافية مغربية عريضة إلى مدير المركز السينمائي المغربي، تطالب فيها بإنصاف السينما الناطقة بالأمازيغية، وتحقيق تمثيلية عادلة لها داخل السياسات الرسمية للمركز.

واعتبرت العريضة التي تحمل توقيع عدد من الفاعلين في المجال، أن السينما المغربية الناطقة بالأمازيغية شهدت خلال السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا، سواء على مستوى الإنتاج أو الجودة الفنية، حيث حققت أعمالها حضورا مشرفا في المهرجانات الوطنية والدولية، ونالت تقدير النقاد والجمهور على حد سواء، كما برز مخرجوها وممثلوها في تقديم قصص تعكس غنى الهوية المغربية وتنوع مكوناتها.

ورغم هذا التقدم، عبر أصحاب العريضة عن أسفهم لما وصفوه بـ”التهميش غير المبرر” لهذا المكون السينمائي في سياسات المركز السينمائي المغربي، مشيرين إلى أن الحضور الأمازيغي يظل ضعيفا أو شبه غائب في مجالات أساسية، رغم الاعتراف الدستوري باللغة الأمازيغية كلغة رسمية للمملكة.

وسجلت الوثيقة عددا من “الاختلالات”، منها غياب تمثيلية السينمائيين الأمازيغ في لجان التحكيم والدعم، ما يطرح تساؤلات حول مدى فهم هذه اللجان لخصوصيات السينما الناطقة بالأمازيغية، وإقصاء الفنانين والمبدعين الأمازيغ من لوائح التكريم الوطنية، رغم مساهماتهم الواضحة في المشهد السينمائي.

واستنكرت العريضة، عدم إشراك السينمائين المختصين في السينما الناطقة بالأمازيغية في الندوات والنقاشات الرسمية المتعلقة بالسياسات السينمائية، معتبرة أن ذلك يضعف النقاش العمومي حول تصور وطني شامل للقطاع، وفق تعبيرها.

وأشارت العريضة إلى تغييب اللغة الأمازيغية في الفعاليات الرسمية، سواء على مستوى الكلمات، العروض أو الكتابة بحرف تيفيناغ، مقابل حضور العربية والفرنسية فقط، وعدم اعتماد توصيات الحركة الثقافية الأمازيغية، وعدم اقتراح الأفلام الأمازيغية في المهرجانات والمحافل الدولية الخاصة بالدعم والإنتاج والتوزيع.

واعتبر أصحاب العريضة أن هذا الوضع يتعارض مع روح الدستور، ويتنافى مع مكانة الأمازيغية باعتبارها رصيدا مشتركا لكل المغاربة، مطالبين بإجراءات عملية لمعالجة الخلل، أبرزها، ضمان حضور عادل للسينمائيين الأمازيغ في لجان الدعم والتحكيم، وإدراج المبدعين الأمازيغ في برامج التكريم الوطنية، وإرساء آليات دعم خاصة بالإنتاج السينمائي الأمازيغي وحفظ أرشفته، اعتماد اللغة الأمازيغية بشكل رسمي في جميع أنشطة ومراسلات المركز السينمائي المغربي.

وختمت العريضة بالتأكيد على أن الاهتمام بالسينما الأمازيغية ليس مطلبا فئويا، بل استحقاق دستوري وضرورة ثقافية، لضمان بناء سينما مغربية تعكس تعدد روافدها، وتعبر بصدق عن مجتمعها وتنوعه.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.