استضافت المكتبة الوطنية بالرباط يومي 4 و5 نوفمبر الجاري، فعاليات النسخة الثانية من الندوة المغاربية حول “الإعلام والقضايا الكبرى في المنطقة المغاربية”. وجاء هذا الحدث بتنظيم من المنتدى المغربي للصحافيين الشباب، وبشراكة مع الهيئات المنضوية تحت لواء الشبكة المغاربية لحرية الإعلام.
وقد شكلت الندوة منصة فكرية ومهنية جمعت صحافيين، خبراء، وحقوقيين من المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا، موريتانيا، وتشاد. وهدفت إلى مناقشة دور الإعلام في مواكبة التحولات السياسية، الاجتماعية، والجيوسياسية التي تشهدها المنطقة، بالإضافة إلى تعزيز ثقافة حقوق الإنسان ووحدة المصير المشترك.
يأتي تنظيم هذه الندوة في ظل سياق مغاربي حافل بالتحديات المتشابكة، بدءًا من التحولات الأمنية والاقتصادية، وصولًا إلى تأثيرات الرقمنة والذكاء الاصطناعي على الممارسة الصحافية. وفي هذا الإطار، صرح سامي المودني، رئيس المنتدى المغربي للصحافيين الشباب، بأن هذا اللقاء “ليس مجرد فضاء للنقاش، بل هو منصة مغاربية لتبادل التجارب والتفكير في كيفية مساهمة الإعلام في بناء وحدة قائمة على التضامن والمسؤولية المشتركة”.
وأضاف المودني أن المنتدى يطمح إلى “ترسيخ إعلام مهني ومسؤول ينتصر لحقوق الإنسان ويحارب خطاب الكراهية، ويكرّس ثقافة الحرية والتنوع كدعائم أساسية للوحدة المغاربية”.
من جانبه، شدد جلال عثمان، رئيس الهيئة العامة لرصد المحتوى الإعلامي في ليبيا، على أن هذا اللقاء “حدث مغاربي فريد يمنح الإعلاميين فرصة لمناقشة خصوصيتهم بعيدًا عن التجاذبات الإقليمية”.[2] وأكد على أهمية “وضع خارطة طريق مشتركة لمواجهة التضليل الإعلامي وخطاب الكراهية”.
بدوره، اعتبر حمد طالب ولد المعلوم، نقيب الصحفيين الموريتانيين، أن الندوة تمثل “فرصة لتقييم واقع الإعلام المغاربي والارتقاء بمستواه ليؤدي رسالته النبيلة في دعم التنمية والديمقراطية”، داعيًا إلى “تعزيز التنسيق المهني والإقليمي بين بلدان المنطقة”.
وفي ذات السياق، أشار عباس محمود طاهر، رئيس اتحاد الصحفيين في تشاد، إلى أن المشاركة في هذا الحدث “تعكس الحاجة إلى بناء إعلام مغاربيإفريقي متكامل يوحد الجهود لمواجهة التحديات الجيوسياسية والاقتصادية، ويواكب المبادرات الكبرى مثل المبادرة الأطلسية المغربية”.
وقد أجمع المشاركون على أن الإعلام المغاربي مطالب اليوم بتجاوز المقاربات المحلية المحدودة والانطلاق نحو خطاب وحدوي عابر للحدود، يعمل على تعزيز التفاهم بين الشعوب، وصون كرامة الإنسان، وتحويل الصحافة إلى قوة ناعمة تساهم في بناء الفضاء المغاربي المنشود.


المصدر: العمق المغربي
