أمد/ نيويورك: فاز الديمقراطي الاشتراكي زهران ممداني (34 عامًا) في انتخابات رئاسة بلدية نيويورك، ليصبح أول مسلم يتولى هذا المنصب وأصغر عمدة في تاريخ المدينة، في نتيجة غير رسمية وصفتها وسائل الإعلام الأمريكية بالتحول التاريخي في قيادة أكبر المدن الأمريكية.
وبحسب قناة MSNBC، وبعد فرز أكثر من ثلث الأصوات، حصل ممداني على 51.5% من الأصوات، متقدمًا على الحاكم الديمقراطي السابق أندرو كومو الذي حلّ ثانيًا بنسبة 40%، فيما جاء المرشح الجمهوري كورتيس سلوى في المرتبة الأخيرة بنسبة 8%.
ويُعدّ فوز ممداني مؤشرًا على تغيير جيلي وتحولٍ سياسي نحو اليسار داخل المدينة التي طالما شكّلت مرآة للتوجهات الوطنية في الولايات المتحدة. وقد طرح ممداني برنامجًا انتخابيًا طموحًا يتضمن تجميد الإيجارات لما يقرب من مليون شقة، وتوفير المواصلات العامة مجانًا، إلى جانب إصلاحات اجتماعية لتعزيز العدالة الاقتصادية.
ويرى محللون أن هذا الفوز قد يُحدث صدى سياسيًا واسعًا داخل الحزب الديمقراطي، الذي يشهد انقسامات داخلية بين الجناح الوسطي والتيار التقدمي، كما يمثل اختبارًا للجمهوريين بعد غياب الرئيس دونالد ترامب عن السباق.
وذكرت قناة “سي بي إس” أن المرشح الديمقراطي زهران ممداني فاز بانتخابات عمدة مدينة نيويورك، وهزم المرشح المستقل أندرو كومو والمرشح الجمهوري كورتيس سليوا.
ولفتت إلى أنه بعد عد 38% من الأصوات، لغاية الآن، زهران ممداني يتقدم على أندرو كومو بنسبة 11.2%.
أما كورتيس سليوا فقد حصل على 8% فقط من الأصوات.
وكشفت “سي بي إس” أن ممداني أبلى بلاء حسنا وسط الناخبين الذين تقل أعمارهم عن 45 عاما، وبشكل خاص الناخبين الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما.
وسجل أرقاما جيدة وسط غالبية خريجي الجامعات، الذين يفوق عددهم عدد الناخبين غير
الجامعيين.
وقال سكان نيويورك إن تكلفة المعيشة هي قضيتهم الرئيسية، واستطاع ممداني إقناع أولئك الذين بنوا قرار تصىويتهم على أساسها.
كذلك أكدت “سي أن أن” فوز زهران ممداني في انتخابات نيويورك.
واعترف المرشح الجمهوري كورتيس سليوا بالهزيمة في انتخابات عمدة نيويورك، وهنأ ممداني، متعهدا بمواصلة العمل في المدينة على الرغم من خسارته الساحقة.
الديمقراطيون يكتسحون
اكتسح الديمقراطيون سباقات انتخابات حكام وبلديات في أول انتخابات أمريكية رئيسية منذ عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض؛ ما أعطى الحزب المنكوب زخمًا كبيرًا مع تطلعه إلى انتخابات التجديد النصفي للكونغرس العام المقبل.
ففي مدينة نيويورك، فاز زهران ممداني، وهو اشتراكي ديمقراطي يبلغ من العمر 34 عامًا، في سباق رئاسة البلدية، متوِّجًا صعودًا مذهلًا من نائب غير معروف في الولاية إلى أحد أكثر الديمقراطيين شهرة في البلاد.
وفي فرجينيا ونيوجيرزي، فازت الديمقراطيتان أبيجيل سبانبرجر وميكي شيريل في انتخابات حاكم الولاية بفارق كبير.
وكانت سباقات أمس الثلاثاء بمثابة مقياس لرد فعل الناخبين الأمريكيين على فترة الأشهر التسعة التي قضاها ترامب في الحكم.
وقدمت السباقات الثلاثة أيضًا للحزب الديمقراطي فرصة اختبار مختلف أساليب الحملات الانتخابية قبل انتخابات التجديد النصفي لعام 2026، عندما ستكون السيطرة على الكونغرس على المحك، إذ لا يزال الحزب خارج السلطة في واشنطن ويحاول شق طريق للخروج من حالة الجمود السياسي.
ومع ذلك، لا يزال يفصلنا عام على انتخابات التجديد النصفي، وهو ما يمثل فترة طويلة في ظل قيادة ترامب. وجرت انتخابات أمس الثلاثاء في مناطق ذات ميول ديمقراطية لم تدعم ترامب في الانتخابات الرئاسية العام الماضي.
وركز المرشحون الثلاثة على القضايا الاقتصادية، ولا سيما القدرة على تحمل التكاليف. لكن سبانبرجر وشيريل تنتميان إلى الجناح المعتدل في الحزب، في حين أدار ممداني حملته الانتخابية باعتباره تقدميًّا صريحًا وصوتًا من جيل جديد.
وسيصبح ممداني أول رئيس بلدية مسلم لأكبر مدينة أمريكية. وهزم الحاكم الديمقراطي السابق آندرو كومو (67 عامًا)، الذي خاض السباق كمستقل بعد خسارته الترشيح أمام ممداني في الانتخابات التمهيدية.
واستقال كومو من منصب الحاكم قبل أربع سنوات بعد اتهامات تحرش جنسي نفاها، ووصف ممداني بأنه يساري متطرف ومقترحاته غير قابلة للتطبيق وخطيرة.
وفي مؤشر على أن حملة ممداني أثارت حماسة العديد من الناخبين، أفاد مجلس الانتخابات بأنه تم الإدلاء بأكثر من مليوني صوت بما يشمل التصويت المبكر في أنحاء المدينة، وهو أكبر عدد من الأصوات في سباق على منصب رئيس البلدية منذ عام 1969 على الأقل.
ويدعو ممداني إلى فرض ضرائب على الشركات والأثرياء لدفع تكاليف السياسات اليسارية الطموح، مثل: تجميد الإيجارات ورعاية الأطفال المجانية والحافلات المجانية. وعبَّر مديرون تنفيذيون في وول ستريت عن قلقهم من وضع اشتراكي ديمقراطي على رأس العاصمة المالية للعالم.
وكان ترامب وصف ممداني بأنه “شيوعي” وتعهد بقطع التمويل عن المدينة ردًّا على صعوده.
وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي مساء الثلاثاء، عزا ترامب هذه الخسائر إلى عدم وجود اسمه على بطاقات الاقتراع وإلى الإغلاق الحكومي المستمر.
وستتولى سبانبرجر، التي فازت على نائبة الحاكم الجمهورية وينسوم إيرل سيرز، منصب حاكمة ولاية فرجينيا خلفًا للجمهوري جلين يونجكين. وفي نيوجيرزي، هزمت شيريل الجمهوري جاك شاتاريلي وستخلف الحاكم الديمقراطي فيل مورفي.
وفي ولاية كاليفورنيا، وافق الناخبون على منح المشرعين الديمقراطيين سلطة إعادة رسم خريطة الولاية في الكونجرس؛ ما يوسع نطاق معركة على المستوى الوطني حول إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية التي يمكن أن تحدد الحزب الذي سيسيطر على مجلس النواب الأمريكي بعد انتخابات التجديد النصفي العام المقبل.
وفي تكرار لادعاءاته حول انتخابات 2020، قال ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي إن التصويت في كاليفورنيا تم تزويره، دون تقديم دليل.
وبالنسبة للجمهوريين، كانت انتخابات أمس الثلاثاء اختبارًا لما إذا كان الناخبون الذين أيّدوا ترامب في عام 2024 سيستمرون في الحضور عندما لا يكون هو نفسه على بطاقة الاقتراع.
وما زال ترامب لا يحظى بشعبية، إذ أظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز/إبسوس أن 57% من الأمريكيين لا يوافقون على أدائه، لكن الديمقراطيين لا يكسبون تأييدًا نتيجة لذلك.
وانقسم المشاركون في الاستطلاع بالتساوي حول ما إذا كانوا سيفضلون الديمقراطيين أم الجمهوريين في عام 2026.
أكدت قناة “فوكس نيوز” فوز ميكي شيريل بمنصب حاكم ولاية نيوجيرسي.
في غضون ذلك، حقق الديمقراطيون فوزا في انتخابات حكام وبلديات أمريكية.
فقد فازت الديمقراطية أبيجيل سبانبرجر في سباق حاكم ولاية فرجينيا.
وفاز الديمقراطي أفتاب بوريفال في انتخابات رئاسة بلدية سينسيناتي على كوري بومان، الأخ غير الشقيق لنائب الرئيس جيه دي فانس.
وفي أتلانتا، فاز أندريه ديكنز بولاية ثانية في سباق رئاسة البلدية.
كما فازت عضو مجلس الشيوخ الديمقراطية غزالة هاشمي بمنصب نائبة حاكم ولاية فرجينيا.
وفاز الديمقراطي كوري أكونور بسباق رئاسة بلدية بيتسبرغ.
ترامب عن سبب الخسارة
حدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء سببين رئيسيين لفشل الحزب الجمهوري في الانتخابات التي جرت في الولايات الأمريكية على مستوى الحكام ورؤساء البلديات.
وقال ترامب في أجدد تصريحاته، إنه “لم يكن ترامب على بطاقة الاقتراع، والبلاد في حالة إغلاق، هذان هما السببان لخسارة الجمهوريين في الانتخابات الليلة” وفقا لاستطلاعات الرأي.
