أكد وزير التربية، م. سيد جلال الطبطبائي، أن «دولة الكويت تولي اهتماماً بالغاً بالتعليم الذي يمثل ركيزة أساسية في رؤيتها (كويت 2035)، مشيراً إلى أن الكويت تضع تطوير رأس المال البشري في مقدمة أولوياتها من خلال تحسين جودة التعليم وتحديث المناهج، بما يواكب التطورات العالمية، ويتماشى مع أهداف التنمية المستدامة 2030.
وقال الطبطبائي، في كلمة ألقاها في الدورة ال 43 للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، التي تُقام في مدينة سمرقند بجمهورية أوزبكستان خلال الفترة من 1 إلى 13 الجاري، إن «إيمان الكويت الراسخ بأن الاستثمار في التعليم هو استثمار في المستقبل، جعلها تحرص على تطوير البنية التحتية التعليمية، وتمكين المعلمين والطلبة على حد سواء، تأكيداً على التزامها بتعزيز جودة التعليم ومواءمته مع متطلبات العصر وسوق العمل، وترسيخ التعليم كحقٍ أساسي».
مطالبة كويتية بخطوات ملموسة من المجتمع الدولي لضمان صون التعليم والثقافة في الأراضي الفلسطينية المحتلة
وأوضح الطبطبائي أن الكويت واصلت تطوير منظومتها التعليمية عبر خطوات حاسمة لإدماج مفاهيم الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني في المناهج الدراسية، مشيراً إلى أن هذه المبادرات أسهمت في إثراء المحتوى التعليمي وتمكين الطلبة.
ولفت إلى أن الكويت دعمت التعليم في العديد من الدول النامية من خلال الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، الذي موّل مشاريع تعليمية بقيمة تجاوزت 650 مليون دولار.
وتابع الطبطبائي قائلاً: «يتزامن انعقاد اجتماعنا اليوم (أمس) مع مرور عامين شهدا ما يتعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق من جرائم حرب وإبادة وتجويع، في تحدّ صارخٍ للمواثيق الدولية والقيم الإنسانية»، مضيفاً «أن دولة الكويت تعرب عن أسفها لما أوردته المنظمات الدولية من تقارير تثبت تدمير قوات الاحتلال للبنية التحتية والمرافق الحيوية من مدارس ومستشفيات في قطاع غزة، إضافة إلى تدمير أكثر من 110 مواقع تاريخية وأثرية ودينية».
التعاون الدولي هو السبيل الأمثل لمواجهة التحديات
وشدد على أهمية اتخاذ خطوات ملموسة تضمن حماية المؤسسات التعليمية والثقافية في فلسطين والأراضي العربية المحتلة وصونها من محاولات الطمس والتهويد الممنهجة، مؤكداً أن هذه الممارسات انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
الكويت تدعم «يونسكو»
كما جدّد الطبطبائي دعم دولة الكويت لجهود منظمة اليونسكو في حماية التعليم والثقافة بمناطق النزاع، واستمرار إسهاماتها في دعم عمليات إعادة الإعمار والمساعدات التعليمية والإنسانية لضمان عودة الأطفال إلى مدارسهم، إيماناً بأن التعليم هو أولى خطوات السلام.
وأعرب عن تقدير دولة الكويت للمديرة العامة لليونسكو على تقريرها القيّم، وحرصها على مواصلة منح جائزة سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد للتمكين الرقمي للأشخاص ذوي الإعاقة، لما تمثله من تقدير للجهود المبذولة في تعزيز الشمول الرقمي، وتمكين هذه الفئة في المجتمع منذ أكثر من 20 عاماً، مؤكداً أن استمرار الجائزة يجسّد التزام الكويت بدعم المبادرات التي تعزز الإدماج والمساواة في الفرص.
وفي ختام كلمته، شدد وزير التربية على أن التعاون الدولي المتعدد الأطراف هو السبيل الأمثل لمواجهة التحديات المعاصرة، مؤكداً تطلع دولة الكويت إلى أن تواصل المنظمة دورها الحيوي في بناء جسور الحوار بين الشعوب، وصون التراث الإنساني ودعم التعليم للجميع.
المصدر: جريدة الجريدة
