يواصل المهرجان الدولي للفيلم بمراكش تأكيد مكانته كأحد أبرز المواعيد السينمائية في العالم العربي والقارة الإفريقية، من خلال برمجة غنية تجمع بين التكريمات الرفيعة والعروض المميزة التي تحتفي برواد الفن السابع من مختلف أنحاء العالم.

ومع اقتراب موعد انعقاد دورته الثانية والعشرين، تستعد المدينة الحمراء لاستقبال كوكبة من النجوم والمبدعين الذين سيحضرون احتفاءً بالسينما في أسمى تجلياتها.

ووفقا لبلاغ توصلت به هسبريس من إدارة المهرجان، فإن دورة هذه السنة ستعرف تكريم أربع شخصيات بارزة تركت بصمتها في تاريخ السينما العالمية والعربية، ويتعلق الأمر بالنجمة الأمريكية جودي فوستر، والمخرج المكسيكي غييرمو ديل تورو، والفنانة المغربية راوية، والنجم المصري حسين فهمي.

وأبرز البلاغ أن هذه الاختيارات تعكس التنوع والغنى اللذين يميزان الفن السابع، كما تترجم فلسفة المهرجان القائمة على الانفتاح الثقافي والاحتفاء بالمواهب التي أثرت السينما في مختلف قارات العالم.

النجمة الأمريكية الحائزة على جائزتي أوسكار جودي فوستر، التي ستكرم في مراكش عرفانا لمسيرتها الطويلة التي تميزت بالذكاء الفني والحرية في الأداء والاختيار، أعربت في تصريح ورد ضمن البلاغ عن شرفها العظيم باكتشاف مدينة مراكش وهي تحتفي بسحر السينما، مضيفة أنها تشعر بفخر واعتزاز كبيرين لاختيارها لهذا التكريم، كما تتشوق لتقديم فيلمها الفرنسي الجديد “حياة خاصة” للمخرجة ريبيكا زلوتوفسكي أمام الجمهور.

أما المخرج المكسيكي غييرمو ديل تورو، الذي حصد ثلاث جوائز أوسكار عن أفلامه مثل “شكل الماء” و”بينوكيو”، فيجسد برؤيته الفريدة قدرة السينما على الجمع بين الخيال والواقع والإنسانية.

وقال في تصريحه إنه يتشرف بالعودة إلى مراكش، هذه المدينة التي استقبلته بحفاوة منذ زيارته الأولى، مضيفا أنه لشرف كبير أن يكرّم هنا وأن يقدم للجمهور فيلم “فرانكشتاين”، الذي يعتبره من أكثر أعماله خصوصية.

من جانبها، ستحظى الفنانة المغربية راوية (فاطمة هراندي) بتكريم خاص من المهرجان، تقديرا لمسارها الفني الغني الذي امتد لعقود، جسدت خلالها شخصيات طبعت ذاكرة السينما المغربية بصدقها وقوة أدائها. وقالت راوية بالمناسبة إن سعادة لا توصف تغمرها وهي تكرم في بلدها وفي المدينة الحمراء.

وأضافت أن كل لقاء مع جمهور مراكش هو لحظة غالية، معربة عن شكرها للمنظمين على هذا التقدير الذي يعني لها الكثير.

في السياق نفسه، يكرم المهرجان النجم المصري حسين فهمي، أحد الوجوه المرموقة في السينما العربية، الذي راكم تجربة تمتد لأكثر من خمسة عقود جمع فيها بين التمثيل والإخراج والإنتاج.

وأوضح فهمي في تصريحه أنه لمن دواعي سروره أن يكرم في مراكش بعد مشاركته في الدورة الأولى للمهرجان، مشيرا إلى أن لهذه المدينة مكانة خاصة في قلبه، فقد صور فيها أحد أفلامه الأولى “دمي ودموعي وابتسامتي”، لذلك فعودته لتلقي التكريم تمثل لحظة ثمينة في مسيرته الفنية.

ويأتي هذا التكريم، وفق البلاغ ذاته، ليؤكد مرة أخرى التوجه الإنساني والفني للمهرجان، الذي جعل من مدينة مراكش منصة عالمية لتلاقي الثقافات وفضاء مفتوحا للحوار السينمائي بين المبدعين من مختلف البلدان.

ومع كل دورة جديدة، يكرس المهرجان الدولي للفيلم بمراكش حضوره كأحد أرقى الفضاءات الفنية التي تعيد للسينما بعدها الكوني، بوصفها لغة مشتركة قادرة على توحيد الشعوب وبناء الجسور بين العوالم.

المصدر: هسبريس

شاركها.