اعتبر القيادي في حزب الاستقلال، مولاي امحمد الخليفة، أن القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي بشأن قضية الصحراء المغربية يمثل “ليلة تاريخية خالدة” وتتويجا لنضال ملك وشعب امتد لخمسين عاما، مشيدا بالخطاب الملكي الذي تلاه، والذي وصفه بأنه “خارطة طريق جديدة” تفتح آفاقا واعدة للمستقبل.

وفي تصريح خص به جريدة “العمق”، وصف الخليفة هذه اللحظة بأنها “تسجل بمداد الذهب والفخر”، وربطها بلحظات تاريخية مفصلية، قائلا: “هذه الليلة تذكرنا بليلة 16 أكتوبر 1975 عندما أقرت محكمة العدل الدولية بوجود روابط بيعة بيننا وبين صحرائنا”.

وأضاف الوزير الأسبق، أن هذا القرار الأممي يأتي “ليطوي ملفا عمره أكثر من خمسين سنة”، منذ أن بدأ المغرب “جهاده الدبلوماسي” سنة 1963 للاعتراف الدولي بأن الصحراء أرض لم تكن خلاء بل كانت مستعمرة إسبانية لها ارتباطاتها التاريخية بالمملكة.

وأوضح الخليفة أن قرار مجلس الأمن، الذي حظي بزخم كبير، يمنح شرعية قوية للموقف المغربي، مؤكدا أن “العالم اعترف بأن الصحراء في مغربها والمغرب في صحرائه، وأنه ليس هناك حل إلا الحكم الذاتي”، معتبرا أن مبادرة الحكم الذاتي أصبحت صيغة معترفا بها في القانون الدولي كشكل من أشكال تقرير المصير.

خارطة طريق ملكية بثلاثة محاور

وفي تحليله للخطاب الملكي الأخير، لخص القيادي الوطني، رؤيته في ثلاثة محاور رئيسية اعتبرها بمثابة “خارطة طريق جديدة”، أولا “لم الشمل الوطني”، حيث أكد أن الملك جدد الدعوة لكل أبناء المغرب، مذكرا بمقولة الملك الراحل الحسن الثاني “إن الوطن غفور رحيم”، في إشارة إلى أن المغرب يتسع للجميع وأن صفحة الخمسين سنة الماضية قد طويت، داعيا إلى الوحدة الوطنية الشاملة وعودة “إخواننا المحتجزين في تندوف إلى أرض الوطن”.

أما المحور الثاني فهو “اليد الممدودة للجزائر”، حيث أشاد الخليفة بما وصفه بـ”عظمة المنتصر” في دعوة الملك للقيادة الجزائرية لطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة من التعاون.

وقال: “بعظمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عندما تم له فتح مكة، خاطب جلالته الحكام الجزائريين لمد اليد في اليد من أجل الانتصار في معاركنا القادمة”. وذكّر بالمواقف التاريخية للمغرب الداعمة لاستقلال الجزائر، بقيادة الملك محمد الخامس والملك الحسن الثاني، معتبرا أن نداء الملك محمد السادس اليوم هو “نداء من كل المغاربة” لإنهاء حالة الجمود التي أخرت مسيرة المغرب العربي لسنوات طويلة.

ويعد “ترسيخ الحكم الذاتي كحل وحيد”، ثالث محور، حيث يرى الخليفة أن الخطاب الملكي جاء ليؤكد أن المغرب، بحكمة وبعد نظر الملك، قد وضع “قطار توحيد المغرب على السكة القويمة” بتقديمه لمقترح الحكم الذاتي، وذلك بعد أن “عجز العالم كله عن إيجاد حل عن طريق الاستفتاء”.

واختتم مولاي امحمد الخليفة تصريحه بتهنئة الملك محمد السادس على هذا “الانتصار الدبلوماسي”، الذي يمثل “لبنة أخرى” في مسار النضال من أجل استكمال الوحدة الترابية وتجميع شمل الأمة المغربية.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.