حقل هجليج


 

كشفت تسريبات أن وزارة الطاقة والنفط السودانية أبلغت نظيرتها بجوبا بإيقاف فوري لعبور نفط جنوب السودان عبر الأراضي السودانية، إلى جانب إغلاق المنشآت النفطية المشتركة، وذلك عقب سلسلة هجمات بطائرات مسيّرة نفذتها قوات الدعم السريع استهدفت منشآت حيوية في حقل هجليج النفطي.

الخرطوم _ التغيير

وبحسب خطاب رسمي مؤرخ في 24 أكتوبر، وجهه وكيل وزارة الطاقة والنفط السودانية الدكتور محيي الدين نعيم محمد سعيد إلى وزير النفط في جنوب السودان دينق لوال وول، فإن القرار يشمل أنظمة النقل والمعالجة التابعة لشركتي PETCO وBAPCO، مع التأكيد على ضرورة التنسيق بين الجانبين لإيقاف العمليات مؤقتًا حتى استقرار الأوضاع الأمنية.

ويُتوقع أن يُحدث هذا القرار تداعيات اقتصادية واسعة على جنوب السودان، الذي يعتمد بنسبة تفوق 90% من إيراداته على تصدير النفط عبر الأراضي السودانية، حيث تمر خطوط الأنابيب وخزانات المعالجة عبر منشآت هجليج والمناطق المجاورة.

وتعتبر منطقة هجليج واحدة من أهم مناطق إنتاج النفط في السودان وجنوب السودان، وتقع بالقرب من الحدود بين البلدين. و أنشئت منشآت هجليج النفطية خلال تطوير صناعة النفط السودانية في تسعينيات القرن الماضي، وكانت نقطة انطلاق رئيسية لعمليات الضخ والتكرير والنقل.

و يشكل نفط جنوب السودان أحد أهم موارد دخل الدولة، إذ يعتمد بشكل شبه كامل على تصدير النفط عبر الأنابيب السودانية التي تمر بحقول الإنتاج جنوبي السودان وتتجه شمالا إلى موانئ السودان على البحر الأحمر، حيث يتم تصدير النفط للأسواق العالمية.

و منذ استقلال جنوب السودان عام 2011، احتفظ السودان بحقوق رسوم عبور النفط، كما تستفيد الدولتان من بعض منشآت المعالجة والتخزين المشتركة، مثل حقل هجليج الواقع على الحدود بينهما، ويعتبر نقطة استراتيجية في صناعة الطاقة.

وشهد الحقل في السنوات السابقة مناوشات عسكرية وإغلاقات مؤقتة بسبب النزاعات أو التوترات السياسية بين الخرطوم وجوبا. ومع اندلاع النزاع الداخلي الأخير في السودان وتصاعد أعمال قوات الدعم السريع، أصبحت المرافق النفطية أهدافا للهجمات، مما شكل خطرا مباشرا على منشآت الإنتاج والتصدير الحيوية ليس فقط للسودان بل لجنوب السودان أيضا، باعتبار أن اقتصاده يعتمد على استمرارية تلك العمليات.

 

 

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.