حصلت جريدة “العمق” من مصادر دبلوماسية موثوقة على النسخة النهائية لمشروع القرار الذي من المرتقب أن يصادق عليه مجلس الأمن الدولي غدا الجمعة، بخصوص قضية الصحراء المغربية.
وتكشف الوثيقة المسربة، التي صاغتها الولايات المتحدة، عن تحول تاريخي وحاسم في موقف الهيئة الأممية، يضع بشكل لا لبس فيه مقترح الحكم الذاتي المغربي كأساس وحيد للمفاوضات، ويفتح الباب أمام محادثات مباشرة تستضيفها واشنطن.
وبحسب الوثيقة التي حصلت “العمق” على نسخة منها، فإن مشروع القرار الجديد الذي سيمدد ولاية بعثة المينورسو حتى 31 أكتوبر 2026، يتجاوز الصيغ السابقة ليعلن بوضوح أن المفاوضات يجب أن تنطلق “باتخاذ مقترح الحكم الذاتي المغربي أساسا لها”.
ويؤكد مشروع القرار بشكل صريح أن “الحكم الذاتي الحقيقي تحت السيادة المغربية يمكن أن يشكل الحل الأكثر قابلية للتطبيق”، وهو ما يعد أقوى إقرار أممي حتى الآن بجدوى وواقعية المبادرة المغربية.
كما يدعو النص الأطراف (المغرب، جبهة البوليساريو، الجزائر، وموريتانيا) إلى الانخراط في هذه المفاوضات “بدون شروط مسبقة”، ويرحب بأي “اقتراحات بناءة” تقدمها الأطراف “ردا على مقترح الحكم الذاتي”، مما يرسخ المبادرة المغربية كنقطة انطلاق ومرجعية لأي حل مستقبلي.
ويكشف مشروع القرار عن تطور دبلوماسي بارز، حيث يعرب عن تقديره “لاستعداد الولايات المتحدة الأمريكية لاستضافة مفاوضات” لدعم جهود المبعوث الشخصي ستافان دي ميستورا، حيث تظهر هذه الفقرة لأول مرة بهذا الوضوح، تؤكد الانخراط الأمريكي المباشر لدفع العملية السياسية نحو حل عملي، وتمنح زخما غير مسبوق للمفاوضات المرتقبة.
مستقبل “المينورسو” مرتبط بنجاح المفاوضات
وفي خطوة تهدف إلى الضغط على الأطراف لتحقيق تقدم ملموس، يطلب مشروع القرار من الأمين العام تقديم “مراجعة استراتيجية بشأن الولاية المستقبلية لبعثة المينورسو” في غضون ستة أشهر، مع ربط هذه المراجعة بشكل مباشر بـ “نتائج المفاوضات”.
وتضع هذه الآلية الجديدة سقفا زمنيا ضمنيا، وتشير إلى أن بقاء البعثة الأممية بشكيلها الحالي مرهون بمدى جدية الأطراف في الانخراط في العملية السياسية الجديدة التي حددها المجلس.
وعلى الصعيد الإنساني والميداني، يشدد مشروع القرار على أهمية احترام وقف إطلاق النار، معبرا عن قلقه من عدم كفاية تمويل “اللاجئين الصحراويين”، مجددا طلبه “بتسجيل اللاجئين”، وهي إشارة متكررة موجهة إلى الجزائر.
وفي حال تم اعتماده غدا بصيغته الحالية، سيمثل هذا القرار انتصارا دبلوماسيا كبيرا للمغرب، حيث سينقل الملف من مرحلة الغموض إلى مرحلة تحديد مسار واضح وواقعي للحل، مرتكزا على المبادرة المغربية للحكم الذاتي، وبدعم مباشر من القوة الكبرى في مجلس الأمن.
المصدر: العمق المغربي
 
									 
					