انتقدت الممثلة والمخرجة المغربية مجيدة بنكيران الطريقة التي تُدار بها الإنتاجات التلفزية، معتبرة أن غيابها وعدد من زملائها الممثلين عن الشاشة ليس قرارا شخصيا، بل نتيجة مباشرة لسياسات اختيار غير منصفة من طرف القنوات ومنفذي الإنتاج.
وقالت بنكيران في تصريح لـ”العمق”، إن السؤال عن غيابها يجب أن يوجه إلى هؤلاء، لأنهم وحدهم يتحكمون في توزيع الأدوار واختيار الأسماء، موضحة: “ليس لدينا منتجون حقيقيون في المغرب، بل فقط منفذو إنتاج يُشرفون على أعمال فنية تمولها الدولة من المال العام، لكنهم لا يختارون وفق معايير إبداعية، وإنما بناء على شروط مادية ومن يقبل بأي شيء”.
وأضافت بنكيران، أن المشهد الفني المغربي تغير كثيرا، ولم يعد يحترم القيم المهنية والإنسانية التي نشأ عليها جيل الرواد، قائلة: “جيل الرواد الذي ضحى لسنوات طويلة من أجل الرفع من شأن الفن المغربي، لن يكون راضيا عن الوضع الحالي، لقد عايشت هذا الجيل، وأرى الفرق الكبير اليوم، إن كنت منضبطة وتحترمين الوقت والسيناريو وحدودك المهنية، تصبحين غير مرغوبة، لأن المطلوب هو أن تغمضي عينيك وتقبلي بأي ظروف حتى يرضوا عنك”.
وأكدت بنكيران، أن الأمر خارج عن إرادتها كممثلة، فهي لا تسعى لفرض نفسها بالقوة، بل تعتمد على مهاراتها وأدواتها الفنية: “من يعرفني ويتابع عملي هو من يتصل بي، أما أن أفرض نفسي في السوق، فذلك ليس أسلوبي”.
وعن توجهها الفني في الإخراج والكتابة، شددت بنكيران على أنها لا تميل إلى السينما التجارية، دون أن تنكر أهميتها أو تهاجمها، مشيرة إلى أنها تبحث على المستوى الشخصي عن العمق وعن القضايا الإنسانية الكبرى التي تلامس الواقع بصدق.
واعتبرت ذات المتحدثة، أن أبرز ما يعانيه الإبداع المغربي اليوم هو ضعف العناية بالسيناريو، رغم التقدم التقني والجمالي الواضح في السنوات الأخيرة.
وفي حديثها عن ظاهرة دخول مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي إلى عالم التمثيل، أبدت بنكيران موقفا متوازنا، حيث رحبت بالأسماء التي تمتلك “موهبة حقيقية وتحب المجال وتعمل على تطوير أدواتها من خلال الورشات والدورات التكوينية”، على أن لا يكون الأمر قاعدة عامة وأن لا يتم اختزال الفن في أرقام المتابعين.
يشار إلى أن آخر ظهور تلفزي لمجيدة بنكيران كان قبل أشهر من خلال فيلم تلفزي مستوحى من قصيدة “دمليج زهيرو” الشهيرة للفنان الراحل العيساوي الفلوس، مع إحداث بعض التغيرات على أحداثها التي تدور في تسعينات القرن الماضي.
وشارك في الفيلم الذي يصنف في خانة الأعمال التاريخية العديد من الفنانين أبرزهم زينب العلمي في دور “زهيرو”، ربيع الصقلي في دور “عبد الوهاب” الذي يعيش قصة حب مع الأولى، إضافة إلى مجيدة بنكيران، عز العرب الكغاط، كوثر بنجلون،هند السعديدي، عبد الحق الزروالي مروان حاجي وآخرين.
وجرى تصوير “دمليج زهيرو” الذي أشرفت على تنفيد إنتاجه شركة “نوفا برود”، لصالح القناة الثانية في أحد الرياضات بمدينة فاس، حيث سلط الضوء على مجموعة من التقاليد المغربية مع إبراز تراث المدينة من ناحية اللباس والمعمار.
المصدر: العمق المغربي
 
									 
					