كشف الصحافيّ الاستقصائي، إميليو بيبي إيسكوبار، النقاب عن أنّ إيران كانت في حرب الـ 12 يومًا في يونيو الماضي بمواجهة حلفٍ استخباريٍّ دوليٍّ، شاركت فيه خمسين دولةً، وفي مُقدّمتها تركيًا وأذربيجان، اللتين كانتا في قلب المعركة، طبقًا لأقواله.
وأضاف إيسكوبار في مقابلةً مع القاضي الأمريكيّ المتقاعد أندرو نابوليتانو، في مقابلةٍ نُشِرَت على (يوتيوب) وأيضًا على مواقع التواصل الاجتماعيّ قائلاً: “القليلون في الغرب يعرفون مَنْ هو إسماعيل خطيب، هل تعرف من هو هذا الرجل؟ كان شخصيّةً مهمةً عيّنه الرئيس الإيرانيّ السابق، إبراهيم رئيسي، لذلك فهو أحد كبار رجال دائرة رئيسي، ولا علاقة له على الإطلاق كما أقول، بالرئيس الحاليّ مسعود بزشكيان. هذا الرجل، خطيب، هو وزير الاستخبارات الإيرانيّ”.
وتابع الصحافيّ، اعتمادًا على مصادر إيرانيّةٍ مطلعةٍ، تابع موجهًا كلامه للقاضي: “هل تعلم ماذا قال الوزير خطيب قبل بضعة أيام؟ لديّ التسجيل هنا، لكنّه بالفارسيّة، وقد ترجمه لي بعض الأصدقاء. ببساطة، قال في الواقع، وهذا مقطع مدته خمس دقائق، بث فقط في إيران. قال إنّ 50 – وأكرر 50 – جهاز استخباراتٍ أجنبيٍّ ساعدوا إسرائيل خلال حرب الأيام الـ 12 على إيران، وذلك في شهر حزيران (يونيو) من العام الجاري، وهذا أمر ضخم وتداعياته هائلة”.
وأردف قائلاً: “طبعًا، الإيرانيون يتمتعون بذاكرةٍ طويلةٍ جداً. ووفقًا لخطيب مرّةً أخرى، قال إنّهم شنوا حربًا هجينةً شاملةً تهدف إلى تفكيك البلاد، وكانوا يحاولون تغيير النظام في طهران. لقد استغرق الأمر بعض الوقت حتى يتمكّن وزير الاستخبارات الإيرانيّ من جمع كلّ هذه الخيوط معًا”.
ولفت الصحافيّ البرازيليّ إلى أنّه “عندما أعلن خطيب هذا الأمر علنًا، وتمّ بثّ الخبر في عموم إيران. فماذا نستنتج من كل ذلك؟ نستنتج من ذلك أنّ كامل أعضاء حلف شمال الأطلسيّ (الناتو) ومعظم العرب، إنْ لم يكن جميعهم، كانوا متورطين في الهجوم على إيران. والأهم ممّا ذُكِر أنّ دولتين مجاورتين لإيران شاركتا مباشرة: تركيا وأذربيجان. وعندما ناقشت هذا مع محاوري الإيرانيين، قالوا: (وهذا يفسر لماذا اضطررنا إلى التوقف بعد 12 يومًا، رغم أنّنا كنّا نُحقِّق الانتصارات)”.
وأوضح أيسكوبار في سياق حديثه أنّه “في ذلك الوقت، كانت إيران تنتصر. كانت تضرب إسرائيل اقتصاديًا بقوّةٍ، خصوصًا عبر هجماتٍ صاروخيّةٍ مباشرةٍ على تل أبيب، إذْ أنّ دولة الاحتلال لم تتمكّن من القتال على جبهاتٍ عديدةٍ في الوقت نفسه. لقد تمّت محاصرتهم عمليًا، والنقطة المحوريّة هي تركيا وأذربيجان”.
ومضى قائلاً: “لقد تأكّد الآن في إيران أنّ الطائرات المسيرة التي أُطلقت خلال أول 48 ساعة ضدّ إيران، تخمن من أين أطلقت؟ من أذربيجان، وهناك معلومة أخرى مهمة جدًا من الصعب تأكيدها، لكنّها منطقيّة. المعلومة تقول وفقًا للإيرانيين، كان الأتراك على استعدادٍ، أنّه إذا ردّت إيران على أذربيجان، فإنّ الجيش التركيّ سيتدخل مباشرةً”.
وأردف: “ماذا يعني كل هذا؟ إذا منح الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب الضوء الأخضر لرئيس وزراء دولة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، لبدء قصف إيران وبمساعدة الولايات المتحدة الأمريكيّة، فماذا يعني ذلك لدفاعات إيران وردودها على إسرائيل والقوات الأمريكية في المنطقة؟ لهذا السبب تعلموا الكثير من حرب الـ 12 يومًا”.
وشدّدّ على أنّه “كما تعلّموا الكثير من حقيقة أنّهم فُوجئوا تمامًا، وكأنّهم يحدقون في أضواء سيارةٍ على الطريق السريع خلال أول 24 ساعةٍ. واستغرق الأمر أقل، أوْ على الأقل أقل من 48 ساعة، حتى يتعافوا. لقد حصلوا على مساعدةٍ. أعتقد أننا تحدثنا عن هذا سابقًا. لقد تلقوا دعمًا روسيًا سريًا لإعادة تشغيل شبكتهم، خصوصًا شبكة المعلومات، وهذا كلّ ما نعرفه من حيث الدعم الروسيّ المباشر”، طبقًا لأقواله.
ورأى الصحافيّ إيسكوبار في سياق حديثه أنّه “لا زلنا لا نعرف إنْ كانت روسيا قد زوّدتهم بأكثر من ذلك. ويأخذنا هذا إلى تبادل للرسائل، وهذا الأمر مهم جدًا لأنّه حدث في الأيام القليلة الماضية”.
وخلُص إيسكوبار إلى القول إنّ “علي لاريجاني، من المجلس الأعلى للأمن القوميّ في إيران، ذهب شخصيًا للقاء الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتن في موسكو، حاملاً رسالة شخصية من آية الله خامنئي. وماذا حدث بعد يومين؟ عاد إلى طهران حاملاً رسالةً شخصيةً من فلاديمير بوتين إلى آية الله خامنئي. وهذا يعني أنّهم يناقشون كلّ ما تحدثنا عنه على أعلى المستويات”، كما قال.
