غادر الفيلم المغربي “حرب الستة أشهر” للمخرج جيلالي فرحاتي قاعات العرض بعد أيام قليلة من انطلاقه، لينسحب بهدوء من سباق شباك التذاكر، في وقت تهيمن فيه الأعمال الكوميدية والتجارية على المشهد السينمائي الوطني.

الفيلم، الذي عُرض في عدد من المدن المغربية، شارك فيه مجموعة من الممثلين المغاربة المعروفين، من بينهم يسرى بوحموش، سعد موفق، جليلة التلمسي، ريم فتحي، عبد الرحيم التميمي، نوال الصردو، يونس بنشكور ورؤوف صباحي.

ويروي العمل قصة حب معقدة بين شابة مغربية من الديانة اليهودية وشاب مسلم، يؤدي دوره الممثل سعد موفق، حيث تتقاطع خلفياتهما الدينية والاجتماعية في علاقة تواجه صعوبات كثيرة، تعكس من خلالها رؤية المخرج للعلاقات الإنسانية والتعايش في المجتمع المغربي.

وفي هذا الصدد، عبر الممثل سعد موفق عن أسفه لما اعتبره “هيمنة غير صحية للأفلام التجارية والكوميدية”، التي تسيطر على الشاشات وتقصي الأعمال الجادة من المنافسة بعد عرض قصير.

وقال سعد موفق، إن “خروج الأفلام الروائية الجادة من القاعات بعد أسابيع قليلة أمر غير طبيعي”، مشددا على أن “السينما المغربية تحتاج إلى تنوع في الأنواع الفنية، بين الكوميديا، والدراما، وأفلام الرعب، والبوليسي، وحتى الأعمال التي تجعل المتفرج يفكر ويتفاعل”.

وأضاف موفق في تصريح لـ”العمق”: “مهما كان نوع الفيلم، يجب التعامل معه بجدية واحترام، وعلى الجمهور أن يتصالح مع مختلف الأشكال السينمائية، المطلوب هو تربية الذوق منذ الصغر وتعويد الأطفال على دخول القاعات ومشاهدة أفلام تطرح قضايا وتفتح النقاش”.

وفي جانب آخر، أكد سعد موفق أنه يضع خطوطا حمراء في اختياراته الفنية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمشاهد الجريئة كالتقبيل أو المشاهد الحميمية، موضحا أن موقفه نابع من قناعاته الشخصية.

لكنه شدد في الوقت نفسه على أنه لا يفرض قناعاته على غيره من الممثلين، معتبرا أن “السينما مجال حر، ومن حق كل فنان أن يعبر بطريقته عن رؤيته الإبداعية”، مضيفا: “أحترم الاختلاف، ولا أعارض حرية أي فنان في تجسيد ما يراه مناسبا، فالمهم أن يكون الأداء صادقا ويحترم ذكاء الجمهور”.

ويستعد سعد موفق للعودة إلى الشاشة الصغيرة من خلال المسلسل الجديد “وليدات رحمة”، المرتقب عرضه خلال الموسم الرمضاني المقبل على القناة الأولى.

المسلسل من إنتاج شركة “عليان للإنتاج”، ومن توقيع المخرج أيوب الهنود، بينما كتب السيناريو كل من إيمان الأزمي، جواد الحلو وبسمة الهجري، في تجربة جماعية تراهن على تقديم دراما اجتماعية قوية تجمع بين التشويق والعمق الإنساني.

ويدور العمل حول قضايا الاتجار في البشر وانتشار المخدرات، من خلال قصص متشابكة تعكس واقع المجتمع المغربي ومشاكله اليومية.

ويشارك في بطولة العمل الذي جرى تصويره في مدينة الدار البيضاء وضواحيها، عدد من أبرز نجوم الشاشة المغربية، من بينهم مريم الزعيمي، السعدية لاديب، مونية لمكيمل، فاطمة الزهراء الجوهري، طه بنسعيد، عادل أبا تراب وأمين الناجي.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.