أمد/ كتب حسن عصفور/ خلال أقل من 3 أسابيع، ظهرت عيوب خطة ترامب حول قطاع غزة، وكشفت أن فريق حماس التفاوضي كان غير ذي صلة بجوهرها، وخارج التغطية السياسية، والأهم بها، ولعل المسألة البارزة في الخطة كانت “وقف حركة الموت الجماعي” لكنها نقلته إلى “مرحلة الموت الانتقالي”.
وفقا للإحصائيات الرسمية فقد اغتال جيش الاحتلال ما يزيد عن 200 فلسطيني منذ 10 أكتوبر 2025، بينهم 104 ليلة الثلاثاء / الأربعاء، أكثر من ثلثهم أطفال وبعضهم من المسلحين، رقم يكشف معنى التغيير الجديد، أو بالأدق الصلاحية التي تمتلكها دولة الاحتلال وفقا للاتفاق، تكريس مفهوم “الموت الانتقائي”.
منذ إعلان اتفاق شرم الشيخ، ظهر بشكل واضح غياب أي رقابة تنفيذية، أو آلية حاكمة لما يسمى بالأطراف الضامنة، وتبين أن كل الدول الأربعة (مصر، قطر، تركيا وأمريكا) تعمل بشكل منفرد، وتتصل بشكل منفرد، رغم أنها أكدت أنها ستكون طرف ضامن كي لا تعود الحرب، بل ذهبوا ومعهم قيادة الحركة المتأسلمة بإعلان انتهاء الحرب، في سقطة سياسية كبرى.
الحديث عن غياب آلية رقابة التنفيذ، جاء بعد تصريحات رئيس حكومة دولة العدو الاحلالي والتي أعلن فيها بوضوح كامل، أن السيطرة الأمنية في قطاع غزة ستبقى بيد إسرائيل، ولا تنازل عنها، ولم يترك ذلك للتسفير، بل ذهب فورا للتنفيذ، وهو ما لم يجد أي رد من “الرباعي الضامن”، رغم أن ذلك يكسر الجوهري في خطة ترامب، وقف الحرب.
غياب آلية رقابة لخطة ترامب، فتحت الباب أمام حكومة نتنياهو لرفض دخول معدات بحث عن الجثامين، وبعد ضغط أمريكي خاص وافق لمصر، ما يشير أنه لا زال اللاعب المركزي في كيفية إدارة المشهد حتى تاريخه.
غياب آلية رقابة لتنفيذ خطة ترامب، سمح لحماس أيضا التلاعب بمسألة تبادل الجثامين، والمفترض أن تنتهي بسرعة، كي يفتح الباب للذهاب للمرحلة الثانية من الاتفاق، نحو بدء “أنسنة الحياة” لأهل قطاع غزة.
مسألة وجود آلية رقابة تنفيذية لا يجب أن ترتبط بما يسمى مركز التنسيق المدني الأمريكي فقط، بل هي ضرورة آنية لتوفير مناخ أكثر أمنا للذهاب نحو المرحلة الثانية، وأن تطلب تعديلا ما كي لا تصبح معادلة “الموت الانتقائي” خيارا بيد حكومة نتنياهو، كما قطع الطريق لتلاعب حماس بمسألة التنفيذ.
وكشفت تصريحات رئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن، وجها آخر من غياب حماس عن الوعي السياسي، حول مسألة نزع السلاح، والذي حاولت بعد توقيعها وموافقتها أن تعيد تسويق “موقف كاذب”، بل و “مخادع” بقولها بأنه “شأن داخلي فلسطيني”، ليؤكد أنها وافقت ويجب أن يتم نزعه.
المسؤول القطري، أظهر أن قيادة حماس لم تعد تملك من أمرها قرارا، وهي تقوم بمناورات ساذجة، كان لها ثمنا قد يطال البلد المضيف لها، بعدما هدد وزير جيش العدو الاحلالي باغتيال من هم في قطر أو غيرها، أو من أسماهم “لابسي البدل الأنيقة”، رسالة أدركتها قطر فتدخلت لتأكيد ما تم التوقيع عليه.
كي لا تستغل دول العدو الجهالة الحمساوية والتلاعب الطفولي، لتستبيح قطاع غزة دون ردع، يجب الذهاب للإسراع في تشكيل “لجنة رقابة رباعية” التي وقعت “إعلان السلام” في شرم الشيخ، لتعمل على الحد من الخروقات اليومية والدفع نحو المرحلة الثانية.
دون وجود آلية رقابة وسريعة سيتحول تنفيذ خطة ترامب إلى يد القوة المسيطرة وجيشها الاحتلالي.
بعيدا عن الادعائية الفارغة التي أعلنتها قيادة حماس وبعض فلكها الفصائلي، بأن دولة العدو لم تحقق أهدافها، فالحقيقة أن حماس ومن معها قدموا لها ما فاق حلمها أهدافا وحضورا ومستقبلا إقليميا، لم يكن ممكنا التفكير به قبل مؤامرة 7 أكتوبر 2023، والتي باتت أكثر وضوحا بأنها صناعة إسرائيلية أمريكية كاملة، ودخلت دولة الكيان فيما أسماه ترامب “العصر الذهبي”.
ملاحظة: نشر الإعلام الفارسي والإخوانجي فيديو حول ما أسموه عملية سرايا القدس في جنين..رغم اغتيال كل من كان بالخلية..بداية لفعل غير بريء وطنيا..الفعل المصور للدعاية ليس “مقاوما” لكن له إسم آخر..الحذر واجب من خراب فارسي للضفة والقدس بدأ يطل برأسه بعد خراب غزة..بلاش عنطزات مبينة كتير..
تنويه خاص: اللي بيصير في الفاشر من جرائم حرب وقتل عشوائي..يماثل ما فعلته دولة الفاشية اليهودية..محاصرة مرتكبيها ومطاردة فاعليها واجب إنساني قبل أن يكون قومي..كنا ببيبي صرنا بحميديتي..
https://hassanasfour.com
https://x.com/hasfour50
