بعد مرور أكثر من سنة على الفيضانات الكارثية التي ضربت عددا من أقاليم المغرب، خاصة بالجنوب الشرقي، ما يزال عدد من سكان دوار تكسلت، قيادة أديس عمالة طاطا، يشتكون من عدم التوصل بالدعم المخصص لإعادة تأهيل المنازل المتضررة، رغم تعرض منازلهم، كما يقولون، لانهيار كلي.
ويقول ستة من سكان الدوار إن منازلهم تعرّضت لانهيار كلي بفعل الفيضانات، وجرى إحصاؤهم من قبل السلطات المحلية، لكنهم لم يتوصلوا بالدعم، البالغة قيمته في حالة الانهيار الكلي 140 ألف درهم، “وهو حال كافة الذين انهارت منازلهم بشكل جزئي”، وفق نور الدين آيت ايدار، أحد السكان.
وفي هذا الصدد، كان المتضررون قد وجهوا، في يوليوز الماضي، شكاية إلى والي جهة سوسماسة، السعيد أمزازي، سجّلوا فيها إقصاءهم من الدعم، وطالبوا باستدراك الوضع.
وقال المتضررون في الشكاية: “لولا فضل المحسنين جزاهم الله خيرا الذين يؤووننا في منازلهم لحد الآن، لكنا وأطفالنا ونساؤنا عرضة للضياع والعراء في ظل التقلبات المناخية التي تعرفها بلادنا”.
وأفاد نور الدين آيت إيدار، الذي انهار منزل عائلته المسجّل باسم والدته الزهرة نايت به، بأنه سبق أن وجه بدوره شكاية إلى عامل إقليم طاطا بتاريخ 14 نونبر 2024، من أجل إدراج أسمائهم ضمن لوائح المتضررين. كما وجهت والدته شكاية مماثلة، تناشد فيها العامل الاستفادة من الدعم لبناء منزل جديد.
وفي رده المكتوب الموجه إلى المتضررة، الموقع من الكاتب العام للعمالة، قال عامل طاطا: “بعد تسجيل البناية موضوع طلبكم وعرضها على اللجنة المكلفة بانتقاء أصحاب البنايات المتضررة من الفيضانات، غير أنها لم تستجب للمعايير والشروط الموضوعية في عملية الانتقاء لكونها ‘بناية غير مأهولة’”.
لكن آيت إيدار أكد لهسبريس أن “المنزل المعني تسكنه العائلة، ولا نملك أي مسكن آخر”، مشيرا إلى أنهم ما زالوا لاجئين في منزل خاله.
وأشار المتضرر ذاته إلى أن جاره، وهو أحد المتضررين “المقصيين” من الدعم، “منحه أحد سكان الدوار منزلا سكن فيها مدة ثمانية أشهر بعد أن كان الاتفاق على ستة أشهر”، مردفا: “بعد مناشدات كثيرة من عدد من سكان الدوار، تمّ السماح له بالاستمرار في السكن في هذا المنزل”.
في نونبر 2024، شرعت السلطات المغربية في عملية صرف المساعدات المقررة لفائدة المتضررين من فيضانات وسيول شتنبر، فيما اشتكت فعاليات وأصوات مدنية من “إقصاء عدد من المعنيين بسبب خروقات شابت عملية الإحصاء”.
وكان عبد الوافي الفتيت، وزير الداخلية، قد كشف في جواب كتابي عن سؤال برلماني في الموضوع أنه تمّ إلى متم شهر يناير الماضي، “صرف ما يناهز 90 في المئة” من الدعم المخصص لإعادة تأهيل المنازل المتضررة “من أصل غلاف إجمالي مخصص لهذا المحور قدره 105 ملايين درهم”.
المصدر: هسبريس
