أُطلقت في منطقة دبا الفجيرة مبادرة بيئية تهدف إلى استعادة الشعاب المرجانية المتضررة على الساحل الشرقي، بالاعتماد على تقنيات التصوير العلمي، لرصد مراحل النمو وتحليل التغيرات البيئية التي تتعرض لها تلك النظم الحيوية الحساسة، في إطار تعاون مشترك بين جهات بيئية وبحثية محلية، يشارك فيه غواصون وباحثون محليون.
ويمتد المشروع على مساحة 40 ألف متر مربع، بالتعاون مع وزارة التغير المناخي والبيئة وهيئة الفجيرة للبيئة، ويعتمد على نهج «الاستعادة الشاملة للموقع» الذي يدمج بين الشعاب المرجانية ومروج الأعشاب البحرية وأشجار القرم (المانغروف)، بهدف إعادة بناء النظم الساحلية المتكاملة، ليكون أول مشروع من نوعه في الشرق الأوسط يدمج بين التكنولوجيا العلمية والمشاركة المجتمعية لاستعادة النظم البيئية الساحلية المتكاملة.
وتأتي المبادرة استجابة لتحديات بيئية متزايدة، إذ تواجه الشعاب المرجانية في الدولة تحديات بيئية كبيرة، ففي عام 2021 تسببت درجات حرارة سطح المياه غير المسبوقة، والتي بلغت 34 درجة مئوية، في تدمير واسع للشعاب المرجانية الضحلة على الساحل الشرقي، إضافة إلى تكرار حوادث ابيضاض الشعاب وموتها الجماعي على الساحل الغربي في عامي 2023 و2024.
ويركز المشروع على تطوير أنظمة مراقبة علمية رقمية تعتمد على التصوير الفوتوغرافي والفيديو تحت الماء، لتوثيق حالة الشعاب المرجانية ومعدلات نموها وبقائها، بما يمكّن من بناء قاعدة بيانات تساعد على تقييم نجاح جهود الاستعادة، وتحديد المناطق الأكثر عرضة للتدهور البيئي.
ويشمل البرنامج إنشاء أحواض حضانة للشعاب المرجانية، وتمويل أعمال الصيانة والرصد البيئي المستمر على مدى عامين، إلى جانب تدريب غواصين ومحللين بيئيين على استخدام التصوير العلمي، ضمن برنامج تعليمي مفتوح للمجتمع المحلي، يهدف إلى تعزيز ثقافة المشاركة في حماية البيئة البحرية.
وأوضـح المشرفون القائمون على المبادرة، التابعة لشركة «كانون»، ضمن برنامجها البيئي «العالم غير المرئي 2.0» في دولة الإمارات، أن الصور الملتقطة تعد مؤشراً علمياً دقيقاً لقياس صحة الشعاب المرجانية، وتساعد على رصد التغيرات الناتجة عن العوامل المناخية أو التلوث البحري، مؤكدين أن الهدف من المشروع هو توظيف التصوير كأداة للتوثيق والرصد البيئي، لا باعتباره نشاطاً فنياً فحسب.
• المشروع يمتد على مساحة 40 ألف متر مربع، ويقوم على تطوير أنظمة مراقبة علمية رقمية لتوثيق حالة الشعاب المرجانية ومعدلات نموها وبقائها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
المصدر: الإمارات اليوم
