أكدت هبة عباس، عضو اللجنة التنفيذية للمؤتمر العالمي للمرافق 2026 ورئيسة لجنة الاستدامة في جمعية المياه، أن إعلان الصين توسيع الانفتاح رفيع المستوى يمثل خطوة استراتيجية كبرى من شأنه أن يعزز الثقة في الاقتصاد العالمي ويفتح آفاقا جديدة للتعاون المربح للجميع، لاسيما في مجالات الطاقة المتجددة والابتكار الرقمي والتنمية المستدامة.
وقالت عباس في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء «شينخوا» إن «الانفتاح الصيني الجديد لا يقتصر على توسيع الأسواق أو زيادة حجم التجارة، بل يعكس رؤية شاملة نحو التكامل العالمي، وبناء شبكات مترابطة من الابتكار والتكنولوجيا والتنمية الخضراء، وهو ما يجعل الصين اليوم قوة محركة رئيسة للاقتصاد العالمي».
وأشارت إلى أن الانفتاح رفيع المستوى، الذي أعلنته الصين ضمن خطتها الخمسية الخامسة عشرة، يركز على التنمية عالية الجودة والتحول الأخضر والابتكار والإنتاج الذكي، موضحة أن هذه الرؤية تتماشى تماما مع أولويات التنمية في دول الشرق الأوسط والخليج، حيث تسعى الدول إلى تنويع اقتصاداتها وتعزيز التحول الرقمي ومصادر الطاقة النظيفة.
وأضافت أن «المرحلة المقبلة من التعاون العربيالصيني يجب أن تنتقل إلى شراكات تحويلية حقيقية تقوم على البحث المشترك، وتبادل المعرفة، وتوطين التكنولوجيا»، مؤكدة أن مثل هذه المقاربة ستسهم في تمكين الشباب وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتعزيز الاقتصاد القائم على المعرفة في المنطقة.
وأكدت الخبيرة أن الصين تثبت من خلال مبادرة الحزام والطريق والانفتاح رفيع المستوى قدرتها على الجمع بين الاستراتيجية والاستدامة، إذ تقدم نموذجا للتنمية المشتركة يقوم على الربط بين الطاقة واللوجستيات والابتكار، لافتة إلى أن «ما يميز التجربة الصينية هو الجمع بين الحجم والسرعة والتكنولوجيا، وهي عناصر تجعل التعاون مع الشرق الأوسط مثمرا ومستقبليا في آن واحد».
وأوضحت عباس أن نجاح هذا التعاون يتطلب وضع أطر واضحة للمحتوى المحلي وتطوير القوى العاملة، وتطبيق معايير عالية للحوكمة البيئية والاجتماعية، وضمان أمن البيانات في البنية التحتية الرقمية. وأشارت إلى أن الالتزام بهذه المعايير يضمن أن تصبح المشاركة الصينية «عامل تسريع حقيقي للنمو المستدام وبناء الاقتصاد المعرفي في منطقتنا».
وفي حديثها عن الكويت، قالت عباس إن بلادها «تشكل جسرا موثوقا بين الصين والمنطقة، بفضل التزامها بالاستقرار والنمو المستدام»، مضيفة أن هذا التقارب دفع الشركات الصينية إلى النظر إلى الكويت والخليج كبيئة خصبة للتعاون والابتكار المشترك.
ولفتت إلى أن التفاعل الشعبي بين الجانبين يتزايد بشكل لافت، موضحة أن «المنتجات والعلامات التجارية الصينية أصبحت جزءا من الحياة اليومية في منطقتنا، ما يعكس مستوى الثقة المتبادلة والانفتاح الثقافي بين الشعبين».
ورأت عباس أن الصين في مرحلتها الجديدة لا تفتح أبوابها فقط للأسواق، بل أيضا للأفكار والمعرفة والتكنولوجيا، معتبرة أن هذا النوع من الانفتاح «يرسخ مفهوم العولمة المنصفة التي تحقق المنفعة المتبادلة وتدعم بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية» الذي تنادي به الصين.
وفي ختام المقابلة، أكدت الخبيرة أن مستقبل التعاون العربيالصيني سيكون أكثر انفتاحا وشمولا واستدامة، وقالت «العالم بحاجة اليوم إلى قوى اقتصادية كبرى تتبنى التعاون لا التنافس، وتعمل من أجل التنمية لا الانقسام. والصين بخطتها الجديدة وانفتاحها رفيع المستوى تقدم هذا النموذج بوضوح. ونحن في الشرق الأوسط مستعدون للمضي قدما معها لبناء مستقبل أكثر توازنا وازدهارا للأجيال القادمة».
المصدر: جريدة الجريدة
