أمد/ منذ أن بدأت رحلات الفضاء تغزو المجهول، لم يعد القمر ذلك المكان الهادئ الذي نراه من بعيد، فبين الحفر الترابية والجبال القاحلة، يرقد اليوم تاريخ طويل من التجارب والرحلات والاكتشافات التي تركت وراءها آثارًا بشرية وعلمية غريبة ومثيرة للدهشة، منذ أول هبوط لمسبار سوفيتي عام 1959، امتلأ سطح القمر بمخلفات ومقتنيات ومفاجآت، بعضها بشري وبعضها من أسرار القمر نفسه، أغرب الأشياء التي وجدت أو تركت هناك، من صورة عائلية إلى ريشة صقر وقطعة من الحمم الأرضية، وذلك وفقا لما نشره موقع ” listverse”.

صورة عائلية على القمر

في عام 1972، وخلال مهمة أبولو 16، قرر رائد الفضاء تشارلز ديوك أن يصطحب عائلته معه بطريقة رمزية، التقطت لهم ناسا صورة وهم يقفون في فناء منزلهم، كتب خلفها: “هذه عائلة رائد الفضاء ديوك من كوكب الأرض، هبطت على سطح القمر في أبريل 1972″، خلال لحظاته الأخيرة هناك، وضع الصورة داخل غلاف بلاستيكي على سطح القمر والتقط لها صورة أخرى، بعد مرور أكثر من خمسين عامًا، يعتقد أن أشعة الشمس الحارقة ودرجات الحرارة القاسية جعلت ملامح الصورة تتلاشى تمامًا، تاركة خلفها ذكرى إنسانية فريدة على سطح القمر.

ريشة صقر وتجربة علمية لا تنسى

في مهمة أبولو 15 عام 1971، قرر القائد ديف سكوت أن يكرم العالم “جاليليو” بطريقة رمزية، حمل معه ريشة صقر ومطرقة ليبرهن أن الأجسام تسقط بنفس السرعة في غياب الهواء، وعلى سطح القمر، أسقطهما معًا في الوقت نفسه، وسقطتا بالفعل بالتزامن تمامًا، في مشهد علمي مدهش أثبت قانون الفيزياء بشكل عملي أمام العالم كله.

قطعة من الحمم البركانية من كوكب الأرض

حمل رائد الفضاء جيمس إيروين خلال مهمة أبولو 15 قطعة صغيرة من حمم بركانية من ولاية أوريغون الأمريكية، بناءً على طلب صديقه “فلويد واتسون”، الذي أراد أن تصل قطعة من موطنه إلى القمر، وبالفعل ترك إيروين الصخرة هناك كتذكار، لتصبح أول قطعة أرضية موضوعة عمدًا على سطح القمر.

كتلة معدنية غامضة تحت سطح القمر

في عام 2019، اكتشف العلماء عبر بيانات من أقمار “ناسا” كتلة معدنية ضخمة مدفونة تحت فوهة القطب الجنوبي أيتكين، يبلغ حجمها خمسة أضعاف جزيرة هاواي، ويعتقد أنها ربما بقايا نيزك ضخم اصطدم بالقمر منذ مليارات السنين، أو جزء من صهارة معدنية متجمدة داخل القشرة القمرية، لا يزال أصلها لغزًا يثير فضول العلماء حتى اليوم.

نفايات بشرية غريبة على القمر

على الرغم من عظمة الإنجاز البشري، ترك رواد الفضاء خلفهم أيضًا أشياء غير لامعة: 96 كيسًا من البول والبراز والقيء، فقد اضطر الطاقم للتخلص منها لتخفيف وزن المركبة عند العودة إلى الأرض، واليوم، يرى العلماء في هذه البقايا “فرصة بحثية فريدة”، إذ يمكن أن تساعد في دراسة قدرة الميكروبات على الصمود في الظروف القاسية.

جرة تحتوي على رماد بشري

من بين كل ما وضع على القمر، تبقى هذه القصة الأكثر إنسانية، الجيولوجي يوجين شوميكر، الذي ساعد في تدريب رواد الفضاء، لم يتمكن من الذهاب بنفسه إلى القمر لأسباب صحية، وبعد وفاته عام 1997، تم إرسال جزء من رماده عبر مهمة “Lunar Prospector” عام 1998، لتتحطم المركبة لاحقًا على سطح القمر، وهكذا أصبح شوميكر أول إنسان يدفن خارج كوكب الأرض، تاركًا بصمة أبدية في تاريخ الفضاء.

شاركها.