يستعد المغرب لاحتضان حدثين رياضيين كبيرين سيخلدان اسمه في الذاكرة العالمية: كأس الأمم الإفريقية 2025 وكأس العالم 2030 التي ستنظم بشكل مشترك مع إسبانيا والبرتغال. هذان الموعدان ليسا مجرد منافستين رياضيتين، بل فرصة تاريخية لإبراز الوجه الحضاري والإنساني للمملكة المغربية أمام شعوب العالم.
لقد راكم المغرب خلال العقود الأخيرة تجربة رائدة في تنظيم التظاهرات الكبرى، بفضل استقراره السياسي، وبنياته التحتية الحديثة، وموقعه الجغرافي الاستراتيجي الرابط بين إفريقيا وأوروبا والعالم العربي. ومع انطلاق التحضيرات لهذه البطولات، تتجه الأنظار إلى بلد عرف كيف يزاوج بين الأصالة والمعاصرة، وبين القيم الإنسانية النبيلة وروح التحدي والإبداع.
إن الملايين من الزوار الذين سيحلون بالمغرب خلال هاتين المحطتين سيكتشفون عن قرب شعباً مضيافاً بشوشاً، محباً للحياة، ومتسامحاً مع جميع الثقافات والأديان. سيجدون في المغاربة نموذجاً للتعايش والكرم والاحترام، وفي المدن المغربية لوحة فسيفسائية تجمع بين الحداثة والعراقة.
من الطاجين والكسكس والحريرة إلى فن العيطة والملحون وأهازيج الريف والصحراء، من أسوار فاس العتيقة إلى شواطئ الناظور والداخلة، ومن جبال الأطلس إلى بوادي سوس، سيجد العالم أمامه بلداً غنياً بثقافته وتاريخه وتنوعه الجغرافي والإنساني.
المغاربة لا يعشقون كرة القدم فحسب، بل يعيشونها كطقس جماعي يوحدهم من الشمال إلى الجنوب. لقد أثبتوا خلال كأس العالم 2022 بقطر أن روحهم الوطنية تتجاوز الحدود، وأن تشجيعهم لمنتخبهم هو تجسيد لوحدة الأمة المغربية. لذلك، فإنهم سيكونون دون شك في الموعد عامي 2025 و2030، لاستقبال ضيوفهم بحفاوة وإبهار.
إن تنظيم هذه التظاهرات الكبرى لن يكون فقط احتفالاً رياضياً، بل رافعة قوية للتنمية المحلية والاقتصاد الوطني. إذ ستُعزّز البنيات التحتية، والمطارات، والطرقات، والفنادق، والملاعب، وستُخلق فرص شغل جديدة للشباب، خاصة في مجالات السياحة والخدمات والتقنيات الحديثة.
كما ستكون فرصة لتقوية الدبلوماسية الرياضية والثقافية للمغرب، وترسيخ حضوره في إفريقيا والعالم.
توصيات ورؤى للمستقبل
1. الاستثمار في الصورة الإيجابية للمغرب عبر حملات إعلامية تروّج لقيمه وثقافته.
2. تحفيز الشباب على التطوع والمشاركة في تنظيم الحدثين، لإبراز روح المسؤولية والانفتاح.
3. تأهيل المدن المستضيفة بيئياً وجمالياً لجعلها واجهة مشرفة للمملكة.
4. الاستثمار في التكوين الرياضي والإداري لتأمين نجاح التنظيم بأعلى المعايير.
5. إشراك الفنانين والمبدعين المغاربة في التعبير عن هوية المغرب من خلال الفن والموسيقى والسينما.
خلاصة القول
إن المغرب اليوم على موعد مع التاريخ، لا ليُثبت قدرته التنظيمية فقط، بل ليُقدّم نفسه للعالم كدولة القيم والكرم والإنسانية. فالشعب المغربي، كما عهدناه، سيكون في الموعد، وسيجعل من كأس إفريقيا وكأس العالم مناسبة لتتويج حضارة تمتد لآلاف السنين، وحاضراً متجدداً عنوانه الإبداع والسلام والانفتاح.
المصدر: العمق المغربي
