حفيدات المريخ.. رحلة من النجاحات

 سميرة عثمان

شكلت حفيدات المريخ لوحة باذخة الجمال في تاريخ النادي، فحفيدات سيدة فرح ظللن ولا يزلن يمثلن أيقونة الجمال بأعرق أندية السودان. وعلى امتداد تاريخ عريق امتد نحو سبعةٍ وتسعين عاماً، كانت حواء المريخ ركيزة أساسية في النادي. وليس ذلك بغريب، فاسم “المريخ” نفسه أطلقته امرأة، إن جاز التعبير، أو طفلة في الرابعة عشرة من عمرها عام 1927، وهي سيدة فرح. فحين اجتمع أهل النادي في بيتها يبحثون عن اسم جديد، جاءت إليهم بالشاي وهم يتناقشون، فقالت لهم: “لماذا لا تسمونه المريخ؟” فسموه كذلك، ليكون عنواناً للجمال والتميّز.

منذ عهد سيدة فرح إلى عهد سعدية عبد السلام والراحلة سميرة خليل، مروراً بتابيتا بطرس وحتى عهد ميرفت حسين التي تقلدت مؤخراً منصب عضو بلجنة التسيير، ومن قبلها سلمى سيد، كانت حواء المريخ حاضرة في تاريخ النادي عبر الدعم المعنوي والمادي. وقد أكدت حواء المريخ غير مرة حبها الخالد للزعيم، من خلال العمل العام في عضوية مجالس الإدارات المتعاقبة أو بالكلمة الصادقة مدافعةً عن مكاسب النادي وإرثه وتاريخه، لتصبح واحدة من معالمه المضيئة. ووسطرت حواء “الزعيم” اسمها بأحرف من نور لتؤكد أنها واحدة من ركائز النادي، فالتحية لهن أينما وجدن.

تُعد نادية فريد طوبيا أول عضوة بمجلس الإدارة في تاريخ المريخ والكرة السودانية، إذ دخلت مجلس المريخ عام 1968، وكان وقتها الرئيس المرحوم عبد الرحيم عثمان صالح. بعدها جاءت الدكتورة نفيسة أحمد الأمين، ثاني حفيدات المريخ اللائي دخلن مجلس إدارة النادي، وكانت ضمن مجلس الراحل حسن يوسف الحسن أبو العائلة في العام 1977. أما ثالث حفيدات المريخ فهي ليلى تبيدي، أشهر حفيدات المريخ المقيمات خارج السودان، حيث تقلدت منصب الأمانة العامة لرابطة المريخ بدبي والإمارات الشمالية لأكثر من ثلاثين عاماً.

ومن بين الأسماء البارزة أيضاً الدكتورة تهاني أبو الناس، رئيسة رابطة المريخ بأبوظبي، وهي كريمة مولانا أبو الناس أحد مؤسسي رابطة المريخ بأبوظبي، أول رابطة لنادٍ سوداني خارج السودان. كما برزت الأستاذة سمية طه كأول صحفية وكاتبة عمود رياضي نسوي في صحيفة المريخ، لتفتح الباب أمام جيل من الصحفيات المبدعات اللائي حملن رسالة النادي الإعلامية بكل فخر واقتدار.

أما في مجال الإبداع الأدبي، فقد كانت الشاعرات سعدية عبد السلام ومنى بشرى ومنى الساعوري وندى بانجي وداليا إلياس وذوبا طاشين صوتاً وجدانياً صادقاً عبر قصائدهن التي عبرت عن عشق المريخ وانتمائهن إليه. وفي الجانب الفني، سطعت أسماء مثل إنصاف مدني وحرم النور وأفراح عصام والتوأمتان إيمان وأماني، حيث عبّرن بأغنياتهن عن حب المريخ واحتفين بإنجازاته.

وللعاشقات المخلصات نصيبٌ وافر من الذكر، أمثال عوضية ميرغني المعروفة بلقب “عوضية عاشقة المريخ”، وإيناس عبد الله، وريماز مانو، وهن من أبرز المحبات اللائي ظللن سنداً معنوياً للنادي في مختلف الظروف والمناسبات.

ختاماً، نتمنى من حفيدات المريخ تفعيل دورهن في خدمة النادي، كلٌّ في مجال عملها، إيماناً بأن بلادنا تمر بفترة عصيبة وظروف غير مواتية، لكن الأمل يبقى كبيراً في أن تتحدين هذه الظروف وتواصلن العمل من أجل خدمة هذا الصرح العظيم، نادي المريخ.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.