وفق مصادر عسكرية فإن الجيش انسحب من مقر الفرقة السادسة مشاة في مدينة الفاشر إلى خارج المدينة لإعادة ترتيب صفوفه، في وقت تسيطر فيه قوات الدعم السريع على المقر العسكري..
التعيير: كمبالا
أكدت مصادر عسكرية لـ«التغيير» أن الجيش السوداني انسحب من مقر الفرقة السادسة مشاة في مدينة الفاشر إلى خارج المدينة، بهدف إعادة ترتيب صفوفه والاستعداد لهجمات مضادة محتملة، بعد تصاعد الاشتباكات مع قوات الدعم السريع التي كثفت هجماتها منذ يوم السبت.
وأعلنت قوات الدعم السريع، اليوم الأحد، سيطرتها على مقر الفرقة السادسة مشاة، في وقت تستمر فيه الاشتباكات بشكل متقطع في حي الدرجة.
وذكرت المصادر أن الهجوم الذي بدأ عند الثالثة صباحًا استخدمت فيه قوات الدعم السريع أسلحة ثقيلة تشمل الدبابات والعربات المدرعة والمدفعية، إضافة إلى الطيران المسيّر، ما اضطر الجيش إلى الانسحاب من المقر لإعادة التموضع أو فتح طريق للخروج من المدينة.
وأكدت المصادر أن الاشتباكات مستمرة في بعض الأحياء السكنية، ما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني في مدينة الفاشر، التي خضعت للحصار منذ مايو 2024، وسط تزايد النزوح الداخلي للمدنيين.
وأشار شهود إلى إصابة عدد من المتطوعين بالقرب من المطبخ المركزي، وتهديد القصف المتواصل لمنازل المدنيين والبنية التحتية للمدينة.
وفي السياق ذاته، أفاد تحالف السودان التأسيسي (تأسيس) بأن قواته تمكنت من السيطرة على مدينة الفاشر بالكامل بعد مواجهات مع فلول النظام السابق ومليشيات مسلحة، مؤكدًا أن الهدف من العمليات هو تثبيت الأمن وبسط السيطرة على المدينة، مع تأكيد التنسيق مع حكومة تأسيس لتأمين المدنيين وتسهيل عودة النازحين.
وفي المقابل، أكدت مصادر تابعة للمقاومة الشعبية في الفاشر أن المدنيين و”القوات المحلية” يواصلون الدفاع عن المدينة وسط تصاعد العمليات العسكرية، مشيرة إلى حملة إعلامية وصفوها بالمضللة تهدف إلى التأثير على الروح المعنوية للمدافعين وإيحاء سقوط مواقع استراتيجية، بما في ذلك مقر الفرقة السادسة.
وقال الناطق باسم المقاومة، أبوبكر أحمد إمام: “كل حجر في الفاشر يحمل ذاكرة مقاومة، وكل شارع يعرف طريق الصمود”.
ولم يصدر الجيش السوداني أو القوة المشتركة المتحالفة معه أي تعليق رسمي حول الوضع بعد انسحابهم من المقر، فيما أثارت سيطرة قوات الدعم السريع مخاوف كبيرة بشأن مصير آلاف المدنيين، خاصة النساء والأطفال وكبار السن.
ويشير مراقبون إلى أن الوضع قد يكون أكثر خطورة مقارنة بما حدث في الجنينة، حيث سجلت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بعد سيطرة الدعم السريع عليها.
وأصدر مجلس السيادة أمس السبت بيانًا دعا فيه المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف ما وصفه بـ”جرائم الدعم السريع”، متهمًا القوات بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين وتدمير مؤسسات الدولة.
وتأتي هذه التطورات مع استمرار الحرب في السودان التي اندلعت في 15 أبريل 2023 بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع.
وأسفرت حتى الآن عن أكثر من 20 ألف قتيل ونزوح نحو 15 مليون شخص داخل وخارج البلاد، وفق تقديرات الأمم المتحدة. وتسببت الحرب في انهيار شبه كامل للبنية التحتية، وتوقّف معظم الخدمات العامة بما في ذلك التعليم والصحة والمياه، ما جعل الوضع الإنساني في دارفور والولايات الأخرى في حالة حرجة
المصدر: صحيفة التغيير