تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطته لإرسال قوات اتحادية إلى سان فرانسيسكو، بعد سلسلة من الاتصالات المكثفة بينه وبين عدد من قادة شركات التكنولوجيا الكبرى ومسؤولي المدينة، بحسب تقارير إعلامية أمريكية.
وكان ترامب يدرس تنفيذ “عملية أمنية مكثفة” في المدينة باستخدام قوات فيدرالية، على غرار ما قام به سابقاً في لوس أنجلوس وواشنطن وشيكاجو، بدعوى مواجهة الجريمة. إلا أن مكالمة استمرت 25 دقيقة مساء الأربعاء بينه وبين عمدة سان فرانسيسكو دانييل لوري، بوساطة مجموعة من رجال الأعمال، أدت إلى تغيير موقفه -وذلك وفق ما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية اليوم السبت.
وشارك في الجهود لإقناع ترامب الرؤساء التنفيذيون لشركات “نفيديا” جنسن هوانج، و”سيلزفورس” مارك بينيوف، و”أوبن إيه آي” سام ألتمان، الذي كُشف عن دوره لأول مرة في هذا السياق.
وأكدت المصادر أن هؤلاء المدراء نسّقوا فيما بينهم ومع البيت الأبيض لإيصال رسالة موحدة إلى ترامب، مفادها أن نشر قوات فدرالية في المدينة قد يتسبب في اضطرابات مدنية واسعة، ما قد يضر بالاقتصاد المحلي ويؤثر في الاقتصاد الوطني نظراً لأهمية سان فرانسيسكو في طفرة الذكاء الاصطناعي.
وكان بينيوف قد دعا في تصريحات لصحيفة نيويورك تايمز في 10 أكتوبر إلى تدخل الحرس الوطني لمواجهة الجريمة، لكنه تراجع عن تصريحاته لاحقاً واعتذر، موضحاً أنه غيّر موقفه بعد نجاح مؤتمر شركته “دريم فورس” دون حوادث أمنية.
وبعد أيام من تصريحه، أرسل ترامب وحدة من وكالة الجمارك وحماية الحدود إلى قاعدة خفر السواحل في خليج سان فرانسيسكو، ما أثار مخاوف من انتشار عسكري وشيك. لكن وساطات متواصلة من لوري وشخصيات اقتصادية بارزة نجحت في إقناع الرئيس بالتراجع.
وفي منشور على منصة “تروث سوشال” ومؤتمر صحفي لاحق، أعلن ترامب أنه لن يرسل القوات إلى سان فرانسيسكو، مشيراً إلى أن قراره جاء بعد محادثات مع هوانج وبينيوف وآخرين، إضافة إلى مكالمته مع العمدة لوري.
وقال لوري في مؤتمر صحفي: “أبلغت الرئيس بما أبلغت به سكان سان فرانسيسكو: مدينتنا تتعافى. الزوار يعودون، والمباني تُؤجر وتُشترى، والموظفون يعودون إلى مكاتبهم… لكن وجود قوات عسكرية أو شبه عسكرية في مدينتنا سيُعيق هذا التعافي”.
 

شاركها.