وكالات الأمم المتحدة طالبت بوقف فوري للأعمال العدائية وحماية المدنيين، وخاصة الأطفال، ووصول المساعدات دون عوائق إلى جميع المتضررين.
التغيير: وكالات
دعا أربعة مسؤولين أمميين كبار إلى إيلاء اهتمام دولي عاجل بالأزمة في السودان، بهدف معالجة المعاناة الهائلة والمخاطر المتزايدة التي يتعرض لها السكان.
وجددوا بحسب مركز أخبار الأمم المتحدة التزامهم بالعمل لتقديم المساعدة المنقذة للحياة والحماية للأطفال والعائلات في جميع أنحاء السودان. وأشاروا إلى أن المجتمع الإنساني مستعد، لكنه لا يستطيع العمل بمفرده. ودعوا العالم إلى التحرك.
علامة على الصمود وتحذير
وأصدر مسؤولون من المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين واليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي بياناً مشتركاً في ختام زيارة أجروها مؤخرا إلى السودان، حيث شهدوا التأثير المدمر للأزمة في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك دارفور والخرطوم ومناطق أخرى متأثرة بالنزاع.
وقالت نائبة المدير العام للعمليات في المنظمة الدولية للهجرة أوغوتشي دانييلز، والتي عادت للتو من زيارة للسودان، إن حجم العودة إلى الخرطوم هو علامة على الصمود وتحذير في الوقت ذاته.
وأضافت: “التقيت بأشخاص عائدين إلى مدينة (الخرطوم) التي لا تزال مشوهة بالنزاع، حيث المنازل متضررة والخدمات الأساسية بالكاد تعمل. إن تصميمهم على إعادة البناء رائع، لكن الحياة تظل هشة بشكل لا يصدق. في جميع أنحاء السودان، تنتشر الكوليرا وحمى الضنك والملاريا، مما يجعل الاستثمار في المياه النظيفة والرعاية الصحية والخدمات الأساسية الأخرى أكثر إلحاحا حتى يتمكن الناس من البدء من جديد”.
أسوأ الأزمات
وقالت نائبة المفوض السامي لشؤون اللاجئين كيلي كليمنتس، بعد زيارة لمواقع النزوح في بورتسودان وخارج الخرطوم: “هذه واحدة من أسوأ أزمات الحماية التي شهدناها منذ عقود”، مشيرة إلى أن الملايين نازحون داخل وخارج البلاد، والعائلات العائدة لديها القليل من الدعم في ظل غياب الخيارات الأخرى.
وأضافت: “تحدثت مع عائلات فرت مؤخرا من الفاشر حاملة قصصا مروعة عن إجبارها على ترك كل شيء وراءها، واتخاذ طرق محفوفة بالمخاطر. الدعم مطلوب في كل مكان”.
وبدوره، قال نائب المديرة التنفيذية لليونيسف تيد شيبان: “ما شهدته في دارفور وأماكن أخرى هذا الأسبوع هو تذكير صارخ بما هو على المحك: الأطفال يواجهون الجوع والمرض وانهيار الخدمات الأساسية، ويعانون من سوء التغذية، ومعرضون للعنف، وخطر الموت بسبب أمراض يمكن الوقاية منها.
تبذل العائلات كل ما في وسعها للبقاء على قيد الحياة، وتظهر تصميما استثنائيا في مواجهة مصاعب لا يمكن تصورها. من الواضح أن الأمم المتحدة والشركاء يستجيبون، ولكن يجب أن يقابل تصميم العائلات بعمل عالمي عاجل لتأمين الوصول، وتعبئة الموارد، ووقف النزاع في نهاية المطاف”.
من جهتها، قالت المديرة التنفيذية المساعدة لبرنامج الأغذية العالمي فاليري غوارنييري: “رأيت مدينة دمرتها الحرب، حيث تحتاج العائلات العائدة إلى الخرطوم بشكل عاجل إلى الغذاء والماء والخدمات الأساسية. ولكن قبل كل شيء، رأيت تصميما ورغبة في إعادة البناء وبدء الحياة من جديد. رأيت الأمل”.
مطالب عاجلة
ودعت الوكالات الأممية الأربع إلى وقف فوري للأعمال العدائية وحماية المدنيين، وخاصة الأطفال، ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى جميع السكان المتضررين، بما في ذلك وجود للأمم المتحدة في جميع أنحاء البلاد.
كما نادت بتبسيط الإجراءات لتوصيل المساعدات وحركة الموظفين، وتمويل عاجل ومرن لتوسيع نطاق التدخلات المنقذة للحياة، ودعم الحلول الدائمة للسكان النازحين، بما في ذلك العائدون والمجتمعات المضيفة، بجانب استمرار الدعم للسكان النازحين داخليا وما يقرب من 900.000 لاجئ داخل السودان بحاجة إلى حماية وخدمات دولية.
وسيتحدث المسؤولون الأمميون الأربعة إلى الصحفيين في نيويورك عن زيارتهم للسودان اليوم الجمعة.
ويواجه السودان واحدة من أشد حالات الطوارئ في العالم، حيث يحتاج أكثر من 30 مليون شخص إلى مساعدة إنسانية، بما في ذلك أكثر من 9.6 ملايين نازح داخلي وما يقرب من 15 مليون طفل.
وعاد حوالي 2.6 مليون شخص إلى ديارهم بعد أن خفت حدة القتال في الخرطوم وأجزاء أخرى من البلاد. ومنذ بداية عام 2025، عاد أكثر من مليون شخص إلى الخرطوم وحدها.
وأشارت الأمم المتحدة إلى أن نقص التمويل يزيد من تفاقم الأزمة. ولا تزال خطة الاستجابة الإنسانية للسودان لعام 2025، والبالغة 4.2 مليار دولار، تواجه نقصا حادا في التمويل بنسبة 25 في المائة فقط، مما يهدد نطاق واستمرارية عمليات الطوارئ.
المصدر: صحيفة التغيير