يشكو الآلاف من المواطنين القاطنين بدواوير الشياظمة والمديوني والرحامنة والحاج صالح بجماعة الهراويين التابعة لإقليم مديونة من غياب أبسط وسائل العيش الكريم، حيث وصف أغلبهم الحالة الاجتماعية داخل هذه التجمعات السكنية بـ”الكارثية”.

وبسطت الساكنة المتضررة من تدهور وضعها الاجتماعي داخل هذه الدواوير خصاصها المتمثل في انعدام قنوات الصرف الصحي، وغياب شبكات خاصة لنقل المياه الصالحة للشرب داخل المنازل غير المهيكلة.

وتعاني ساكنة منطقة الهراويين الكائنة بضواحي الدار البيضاء من تفاقم أزمة المياه الصالحة للشرب، حيث تعتمد مئات الأسر على وسائل بدائية لسد الخصاص اليومي، كالسقي من الآبار الجوفية التي تحتوي على مياه غير صالحة للاستهلاك البشري، أو كراء عدادات المياه من لدن الشركة المفوض لها تدبير هذا القطاع، في حين يلجأ أغلب المواطنين إلى منطقة السبيت للبحث عن قطرات ماء صالحة للشرب.

ويعيش دوار الشياظمة بالجماعة المذكورة أوضاعا صعبة ومعقدة، بسبب اعتماد مئات المواطنين على خزانات بلاستيكية تحتوي على مياه لا يمكن استخدامها في الاستهلاك اليومي، وفق شهادات الساكنة.

وصرح عبد الغني الورديغي، أحد سكان جماعة الهراويين، أن المنطقة منذ ما يزيد عن عقدين لا تتوفر على شبكات الصرف الصحي، ويكتفي السكان بتصريف مياه الصرف الصحي عن طريق حفر تقليدية يتم إفراغها بشكل فردي وبطريقة بدائية بواسطة الخواص عن طريق صهاريج محمولة في عربات تجرها الدواب، مما يجعل العملية لا تتلاءم مع شروط السلامة والصحة.

أما عن المياه الصالحة للشرب، فأضاف الورديغي، في تصريح لجريدة ، أنها لا تختلف عن مياه الصرف الصحي، حيث تقتصر الساكنة في أحسن الحالات على الربط المباشر بمياه آبار، أقل ما يمكن القول عنها إنها غير صالحة للشرب، مقابل واجب شهري تدفعه الساكنة للخواص (مالكي الآبار).

وأشار المتحدث ذاته إلى أن البرامج والمشاريع لا تستفيد منها أغلب مناطق الجماعة، بحيث توجد مناطق ومن بينها التي يقطن بها لا تستفيد حتى من أدنى الخدمات التي تقدمها الجماعة، كـالإنارة العمومية والنظافة، معتبرا أن الجماعة كوحدة ترابية وجودها كعدمه.

وفي تصريح لجريدة “”، أوضح إدريس صديق، رئيس جماعة الهراويين، أن ما يروج بشأن أزمة المياه الصالحة للشرب بدواوير الشياظمة والرحامنة والحاج صالح والعديد من التجمعات السكنية المجاورة “يتم تضخيمه واستغلاله لأغراض انتخابية بحتة، في الوقت الذي تبذل فيه الجماعة مجهودات حقيقية لتأمين حاجيات الساكنة من هذه المادة الحيوية”.

وأكد صديق أن “دوار الشياظمة يتوفر حاليا على ثلاثة مراكز لتزويد السكان بالمياه الصالحة للشرب”، موضحا أن هذه المشاريع أنجزت بشراكة بين الجماعة وشركة متخصصة في نقل وتوزيع المياه، وأنها تساهم في التخفيف من معاناة المواطنين، خاصة في فترات ارتفاع درجات الحرارة أو عند انقطاع الإمدادات من الشبكات الرئيسية.

وأضاف المتحدث ذاته أن الجماعة “لا يمكنها بأي حال من الأحوال السماح بتوزيع مياه غير صالحة للشرب على المواطنين، لما في ذلك من خطر على صحة الساكنة”، مبرزا أن كل مشاريع الربط بالماء تمر عبر مراقبة تقنية صارمة وتحت إشراف المصالح المختصة لضمان جودة المياه واحترام المعايير الصحية المعتمدة وطنيا.

وشدد رئيس الجماعة على أن “بعض الأطراف السياسية تحاول استغلال بعض الإشكالات الظرفية، وتحويلها إلى أدوات للدعاية الانتخابية قبل أوانها”، مشيرا إلى أن هذه الدواوير “تحولت مع مرور الوقت إلى خزانات انتخابية تسعى بعض الأحزاب إلى استمالتها بشعارات فضفاضة، دون أن تقدم حلولا عملية أو مشاريع ملموسة تخدم مصالح المواطنين”.

وختم صديق تصريحه بالتأكيد على أن جماعة الهراويين “ماضية في تنفيذ مجموعة من المشاريع التنموية والاجتماعية، خاصة في مجال البنيات التحتية وتزويد الأحياء الهامشية بالماء والكهرباء، في إطار مقاربة تشاركية تهدف إلى تحقيق العدالة المجالية وتحسين ظروف عيش الساكنة”.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.