قالت تنسيقية مقاومة الفاشر إن بيان التضامن الذي وصلها من العاصمة حمل «أحر التحايا وعمق الامتنان»، مؤكدة أن هذا الموقف الأخلاقي يجسد وحدة السودان ويبرهن أن المعاناة واحدة وإن اختلفت الجغرافيا..

التغيير: الخرطوم

وجهت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر رسالة إلى رفاقها في تنسيقيات لجان مقاومة مدينة الخرطوم، وإلى الشعب السوداني أعربت فيها عن امتنانها العميق لتضامن الخرطوم مع محنة الفاشر.

وقالت إن بيان التضامن الذي وصلها من العاصمة حمل «أحر التحايا وعمق الامتنان»، مؤكدة أن هذا الموقف الأخلاقي يجسد وحدة السودان ويبرهن أن المعاناة واحدة وإن اختلفت الجغرافيا.

وأوضحت التنسيقية عبر بيان الخميس أن السلام مبدأ إنساني نبيل، وأنها ليست دعاة حرب، غير أن الحرب فُرضت على أهل الفاشر وهم في منازلهم.

وأكدت أن موقفها هو موقف تصدٍّ للمليشيات التي حولت حياة المدنيين إلى جحيم عبر القتل والتهجير والنهب والاغتصاب وتدمير المستشفيات والمراكز الصحية وقصف الأحياء السكنية، وفرض الموت البطيء بالحصار والتجويع.

وقالت إن هذه الممارسات دفعتهم إلى المقاومة كواجب استدعته الضرورة، لا رغبة في القتال.

وأكد البيان أن موقف التنسيقية من السلام يقوم على كرامة الإنسان والعدالة والمساواة واحترام إرادة الشعب، رافضًا أي اتفاق يُفرض على المدنيين بقوة السلاح أو على حساب حقوق الضحايا. وأشارت إلى أن السلام الحقيقي لا يتحقق إلا عبر إنهاء وجود مليشيات الجنجويد عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا ومحاسبة جميع من أجرم في حق الشعب السوداني.

وقالت تنسيقية الفاشر إنها ستواصل مقاومة المليشيات التي ارتكبت أبشع الجرائم ضد المدنيين، وإنها لن تقبل محاولات فرض السيطرة عبر الحصار والتجويع والإجرام، مؤكدة أنها ستواصل المقاومة بكل الوسائل المشروعة التي تحمي الأهالي وتردع العدوان حتى تضع الحرب أوزارها.

وأضافت أنها تتعامل بمسؤولية مع الدعوات إلى إيقاف الحرب، لكنها تحتفظ بحق الدفاع المشروع عن النفس والجماهير دفاعًا عن الحق في الوجود والحياة في مواجهة مليشيات الدعم السريع والمرتزقة.

مبادرات كسر الحصار

كما أكدت دعمها للمبادرات التي تسعى إلى كسر الحصار، شاكرة كل من يعمل على فتح ممرات الإغاثة وتقديم العون، وداعية منظمات المجتمع المدني والهيئات الإنسانية المحلية والدولية إلى التدخل الفوري لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات دون عوائق.

واختتمت التنسيقية بيانها بتأكيد استمرار المقاومة والدفاع عن حياة المدنيين حتى يتحقق سلام عادل يصون الكرامة، قائلة: «لستُ مهزومًا ما دمت تقاوم».

واندلعت الحرب في السودان في 15 أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، بعد أشهر من التوترات السياسية والعسكرية بين الطرفين الدعم السريع والجيش.

وسرعان ما امتدت المواجهات من العاصمة الخرطوم إلى ولايات دارفور وكردفان والنيل الأزرق والجزيرة، مسببة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم. خلّفت الحرب آلاف القتلى والمصابين، ونزوح أكثر من 10 ملايين شخص داخليًا وخارجيًا، وسط انهيار شبه كامل للخدمات الأساسية وانقسام مؤسسات الدولة.

وتعيش مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، منذ مايو 2024 تحت حصار خانق تفرضه قوات الدعم السريع التي تحاصر المدينة من الجهات الأربع.

وأدى الحصار إلى انقطاع الإمدادات الغذائية والطبية وانهيار الخدمات الصحية، مع تصاعد القصف المتبادل وسقوط ضحايا مدنيين يوميًا.

وتصف منظمات الأمم المتحدة الوضع في المدينة بأنه “كارثي وغير آمن”، محذرة من مجاعة وشيكة ما لم يُسمح بوصول المساعدات الإنسانية.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.