ناشد الحزب القوى السياسية والمدنية والمجتمعية «الاصطفاف في جبهةٍ وطنيةٍ عريضة ترفض الحرب، وتتوافق على تصميم عمليةٍ سياسيةٍ شفافةٍ وعادلةٍ تُنهي دوامة الصراعات..
التغيير: الخرطوم
أكد حزب الأمة القومي أن الذكرى الـ(61) لثورة أكتوبر المجيدة تحلّ هذا العام وبلاد السودان «ترزح تحت نيران حرب عبثية شنّها الطغاة الطامحون إلى السلطة»، مشددًا على أن تلك الحرب «وأدت الانتقال المدني الديمقراطي، وزعمت زورًا الحفاظ على وحدة البلاد، فإذا بها تدفعها إلى أتون كارثة خطّط لها بقايا نظام الاستبداد البائد».
وقال الحزب، في بيانٍ صادر عن أمانته العامة الثلاثاء، إن الحرب الحالية «أراقت دماء الأبرياء ونهبت الأموال ودمّرت الممتلكات العامة والخاصة، وشرّدت الملايين داخل الوطن وخارجه في مشهد مأساوي أهان كرامة الإنسان السوداني وعرّض حياته للخطر»، مضيفًا أن «المتحاربين يصرّون على الاستمرار في حربٍ وصفوها بحرب الكرامة، بينما هي في حقيقتها حرب مذلّة ومهينة للوطن والشعب ومُدمّرة لمقدراته».
وأشار البيان إلى أن ذكرى أكتوبر «تذكّرنا بأن الشعب السوداني العظيم لا يقبل الذلّ ولا يُساوم على الحرية والكرامة والسلام والديمقراطية، وأن إرادته لا تنكسر مهما تكالبت عليه الأنظمة الجائرة أو عصفت به الأزمات». وأضاف: «ثورتُه متجددة ونصرُه حتمي بإذن الله».
وأكد الحزب أنه يستحضر في هذه المناسبة «نضالات القادة الوطنيين الذين قادوا شعبنا لصناعة التاريخ منذ الاستقلال، وفي ثلاث ثوراتٍ باسلة ضد الديكتاتوريات المتعاقبة»، مبيّنًا أن «مسيرة النضال من أجل السلام العادل والتحول الديمقراطي الكامل لن تتوقف، وأن الحرب الحالية تمثّل أعظم الكوارث الوطنية التي توجب على الجميع التوحّد لمواجهتها وإنهائها واستعادة الاستقرار والحكم المدني».
ودعا حزب الأمة أطراف الحرب إلى «الارتفاع إلى مستوى المسؤولية الوطنية والانصياع لإرادة الشعب السوداني التي تنادي بالسلام العاجل ووقف نزيف الدم وتحقيق العدالة والمساواة والحرية والكرامة الإنسانية والديمقراطية».
كما ناشد القوى السياسية والمدنية والمجتمعية «الاصطفاف في جبهةٍ وطنيةٍ عريضة ترفض الحرب، وتتوافق على تصميم عمليةٍ سياسيةٍ شفافةٍ وعادلةٍ تُنهي دوامة الصراعات وتعالج جذور الأزمات المتراكمة، وتبني سودانًا جديدًا بعقدٍ اجتماعيٍّ جامعٍ يُعبّر عن تطلعات الشعب ويؤسّس لحكمٍ مدنيٍّ ديمقراطيٍّ راشدٍ يُحقّق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة ويصون كرامة الوطن والمواطن».
وثورة 21 أكتوبر في السودان هي انتفاضة شعبية انطلقت عام 1964 وأسقطت الحكم العسكري للرئيس إبراهيم عبود. تُعرف هذه الثورة بأنها أول ثورة شعبية في العالم العربي تنجح في الإطاحة بنظام عسكري
واندلعت الحرب في السودان في أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع إثر خلافات على السلطة ودمج القوات، وسرعان ما امتدت إلى مختلف الولايات، خصوصًا دارفور وكردفان.
وأسفرت المعارك عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد ملايين المدنيين داخل البلاد وخارجها، وسط اتهامات واسعة للطرفين بارتكاب انتهاكات جسيمة وجرائم حرب، ما جعل السودان يعيش واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
المصدر: صحيفة التغيير