أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، أن دبي تمضي بخطى ثابتة نحو تحقيق رؤيتها المستقبلية في أن تكون المدينة الأسرع والأكثر استعداداً لتبنّي تكنولوجيا المستقبل والذكاء الاصطناعي، انطلاقاً من رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في بناء اقتصاد رقمي متكامل قائم على المعرفة والابتكار، يعزز مكانة دبي عاصمة عالمية للتقنيات المتقدمة.
جاء ذلك خلال ترؤس سموه الاجتماع الثاني للجنة العليا لتكنولوجيا المستقبل والاقتصاد الرقمي لعام 2025، حيث جرى خلال الاجتماع استعراض ما تم إنجازه خلال الفترة الماضية، إلى جانب اعتماد حزمة من المشاريع والمبادرات النوعية الجديدة التي تهدف إلى تعزيز تبنّي التقنيات المستقبلية، وتسريع وتيرة التحول الرقمي في مختلف القطاعات الحيوية بإمارة دبي.
وقال سموه: «توجهنا واضح، وأولوياتنا محددة، نعمل على تعزيز جاهزية مؤسساتنا الحكومية للتعامل مع التحولات المستقبلية، وتسخير الذكاء الاصطناعي في تقديم خدمات نوعية، أكثر كفاءة وأماناً وابتكاراً، بما يواكب تطلعات القيادة الرشيدة، ويُعزّز تنافسية دبي على الساحة العالمية»، مشيراً سموه إلى أن «الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي يُمثّلان ركيزة أساسية في تحقيق مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية (D33)، ورؤية دبي للتحول إلى المدينة الأذكى عالمياً». وقال سموه إن «التكامل بين الجهات الحكومية هو أساس النجاح، والعمل المشترك هو الضمانة الحقيقية لتحقيق أثر فعلي ومستدام في مسيرة التحول الرقمي»، مؤكداً أن «دبي تسعى لبناء منظومة تعمل بفكر واحد، تُشارك البيانات، وتُسرع الخطى، وتضع مصلحة المجتمع والإنسان في مقدمة أولوياتها، بما يعزز من قدرتها على مواكبة التحولات المتسارعة وصياغة نماذج عمل حكومية أكثر كفاءة وابتكاراً».
وأضاف سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، أن «دبي ستبقى حاضنة للعقول، ووجهة للمبتكرين، ومركزاً عالمياً لتطوير حلول المستقبل من خلال تكامل التكنولوجيا والمعرفة والإرادة»، مشيراً إلى أن «كل خطوة تخطوها في مسار التحول التكنولوجي والاقتصادي، هي خطوة نحو ترسيخ نموذج تنموي عالمي يقوم على الذكاء والمرونة والاستباقية، ويُجسد رؤيتها في بناء اقتصاد مستدام قائم على المعرفة».
منصة الذكاء الاصطناعي
وخلال اجتماع اللجنة العليا لتكنولوجيا المستقبل والاقتصاد الرقمي، اعتمد سموه إطلاق «منصة تعزيز بنية الذكاء الاصطناعي»، بهدف تمكين الجهات الحكومية في دبي من تسريع تبنّي تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتوسيع نطاق استخدامها في مختلف القطاعات الحيوية.
وتوفر المنصة بيئة رقمية متكاملة وآمنة، تجمع بين البنية التحتية المتطورة، والخدمات الذكية الجاهزة للاستخدام، بما يمكن المؤسسات من تطوير حلول وخدمات مدعومة بالذكاء الاصطناعي بجودة أعلى ووقت أقصر وكلفة أقل، مع ضمان أعلى مستويات الأمان السيبراني والموثوقية.
وتركز المنصة على تحقيق ثلاثة أهداف رئيسة، تشمل تسريع تنفيذ حالات الاستخدام الحكومية، لرفع مستوى جاهزية الجهات في تبنّي تقنيات الذكاء الاصطناعي، ورفع الكفاءة التشغيلية، وخفض التكاليف، عبر تطوير بنية تحتية رقمية مشتركة تُمكّن من الاستخدام الأمثل للموارد، وتعزيز منظومة الحوكمة والأمن السيبراني، لضمان حماية البيانات الحكومية والحفاظ على موثوقيتها.
فريق تسريع
وشهد الاجتماع أيضاً اعتماد تشكيل «فريق تسريع تبني الذكاء الاصطناعي في إمارة دبي»، بهدف تعزيز التكامل بين الجهات الحكومية، وتوحيد الرؤية الاستراتيجية لتبنّي تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ضمن منظومة متكاملة تدعم جهود التحول الرقمي في الإمارة.
ويأتي تشكيل الفريق استناداً إلى نتائج المناقشات التي أجراها مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي مع المديرين التنفيذيين للذكاء الاصطناعي في 27 جهة حكومية، وأظهرت أبرز التحديات في هذا المجال.
وسيعمل الفريق على تفعيل التكامل المؤسسي، وتسريع آلية اتخاذ القرار، وتحقيق الأثر الإيجابي على مختلف المستويات، من خلال تنفيذ أهداف استراتيجية ترتكز على تسريع اعتماد تكنولوجيا المستقبل، وتعزيز مكانة دبي مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي، وتمكين ودعم حوكمة تبنّي تقنيات الذكاء الاصطناعي.
برنامج «يونيكورن 30»
كما اعتمد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم برنامج «يونيكورن 30»، الذي أعدته غرفة دبي للاقتصاد الرقمي بمشاركة 80 شركة محلية وعالمية متخصصة في مجال ريادة الأعمال والشركات الناشئة، بهدف دعم نمو 30 شركة في القطاعات الجديدة لتصبح شركات مليارية عالمية، انطلاقاً من دبي. ويأتي إطلاق البرنامج تحت مظلة مقر رواد أعمال دبي، لضمان تبني أفضل الممارسات العالمية في تمكين الشركات الناشئة، وتعزيز منظومة الاقتصاد الرقمي.
ويتضمن البرنامج 10 مبادرات رئيسة تُغطي مجالات التمويل والنمو والتشريعات والحوكمة، وغيرها من الركائز الاستراتيجية التي تضمن تحقيق أهدافه في ترسيخ مكانة دبي مركزاً عالمياً لريادة الأعمال، وبيئة مثالية لنشوء وتطور الشركات المليارية في مجالات التكنولوجيا والاقتصاد الجديد.
«جيتكس» 2026
وتطرقت أجندة الاجتماع إلى خطط تنظيم النسخة الأبرز في مسيرة «جيتكس دبي» المقرر تنظيمها في ديسمبر 2026، في محطة جديدة تُشكّل تحولاً نوعياً في تاريخ المعرض الممتد لأكثر من 45 عاماً، مع انتقاله من مركز دبي التجاري العالمي إلى مدينة إكسبو دبي.
وتُمثّل نسخة 2026 نقلة نوعية على الأجندة الدولية للفعاليات التقنية، إذ تتيح تقديم محتوى أعمق، وتعزيز الحضور الإعلامي العالمي، واستقطاب نخبة القادة التنفيذيين وصُناع القرار من مختلف دول العالم، ما يضمن تقديم تجربة لا مثيل لها، من خلال بنية تحتية متطورة، وبيئة خضراء مستدامة تواكب تطلعات دبي نحو المستقبل.
تقرير الأعمال
وتم خلال الاجتماع استعراض تقرير الأعمال والنتائج الذي شمل أبرز المشاريع المنجزة، ومن بينها افتتاح مركز دبي للتقنيات العقارية في يوليو الماضي، الذي يُعدّ الأول من نوعه في المنطقة، ويسعى لأن يصبح أكبر تجمع لشركات التقنيات العقارية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بحلول عام 2030. ويستهدف المركز استقطاب 200 شركة متخصصة في هذا القطاع، وخلق أكثر من 3000 وظيفة تخصصية، إلى جانب دعم اقتصاد دبي القائم على الابتكار، من خلال 171 وظيفة إنشائية جديدة.
كما اطلع سموه على استراتيجية عمل «مقر المؤسسين» الذي اعتمد إنشاءه خلال الاجتماع الأول للجنة 2025، ودشنه سموه، حيث استمع إلى شرح حول الخدمات التي يُقدّمها، والبرامج والممكنات التي يوفرها لرواد الأعمال، واستعرض الخطط التطويرية الرامية إلى تعزيز دوره كمحطة محورية لتمكين الشركات الناشئة، ودعم منظومة ريادة الأعمال في دبي.
حضر الاجتماع أعضاء اللجنة العليا لتكنولوجيا المستقبل والاقتصاد الرقمي وهم: وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، رئيس مجلس إدارة غرفة دبي للاقتصاد الرقمي، نائب رئيس اللجنة، عمر سلطان العلماء، والمدير العام لدائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، هلال سعيد المري، والمدير العام لهيئة دبي الرقمية، حمد عبيد المنصوري، والرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، خلفان جمعة بالهول، ونائب رئيس مجلس إدارة غرفة دبي للاقتصاد الرقمي، أحمد بن بيات، والمدير العام لسلطة دبي للتطوير، الرئيس التنفيذي لمجموعة «تيكوم»، مالك آل مالك، والرئيس التنفيذي لمركز دبي المالي العالمي، عارف أميري، والمقرر العام للجنة، مها المزينة.
جدير بالذكر أن اللجنة العليا لتكنولوجيا المستقبل والاقتصاد الرقمي تم تشكيلها برئاسة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، وتهدف إلى رسم مستقبل الذكاء الاصطناعي ووضع خطط للاستثمار في عالم الميتافيرس، وبناء الشراكات الهادفة إلى تعزيز الاقتصاد الرقمي لإمارة دبي، وتتولى مهام دراسة وإعداد السياسات وتوجهات الاقتصاد الرقمي وتقنيات المستقبل التي تشمل الميتافيرس والذكاء الاصطناعي والبلوك تشين، والواقع الافتراضي والواقع المُعزز وإنترنت الأشياء، ومراكز البيانات والحوسبة السحابية في إمارة دبي، والإشراف على تنفيذ الاستراتيجيات المتعلقة بالاقتصاد الرقمي وتقنيات المستقبل في الإمارة.
حمدان بن محمد:
• هدفنا أن تكون دبي الأسرع والأكثر استعداداً لتبنّي تكنولوجيا المستقبل والذكاء الاصطناعي.
• الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي يُمثّلان ركيزة أساسية في تحقيق مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية (D33).
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
المصدر: الإمارات اليوم