أمد/ باريس: رأى المؤرخ الفرنسي البارز فنسنت ليمير أن الهدنة الأخيرة في غزة ما هي إلا “بداية معركة جديدة من أجل السلام”، مؤكداً أن “النجاح الكامل” الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قمة شرم الشيخ يمثل خطوة أولى فقط تتطلب جهوداً دبلوماسية جماعية ومستدامة لتحقيق سلام حقيقي.

وفي مقال نشره في صحيفة “لوموند” الفرنسية، أوضح ليمير أن الخطة الفرنسيةالسعودية تختلف جوهرياً عن نهج ترامب، فبينما اعتمد ترامب على “الاستعراض السياسي والخطاب الدعائي قصير المدى”، تعمل فرنسا والسعودية على استراتيجية “هادئة وطويلة الأمد” تهدف إلى ترسيخ حل الدولتين وتحويل وقف إطلاق النار إلى سلام عادل ودائم.

وأشار إلى أن قمة شرم الشيخ، ورغم ما شابها من “استعراض إمبراطوري” لترامب، إلا أنها كانت فرصة للقادة الأوروبيين والعرب لعقد اجتماعات مكثفة نتج عنها تعزيز التنسيق السياسي والإنساني حول غزة. ومن أبرز نتائج هذه الجهود إعادة إدماج الرئيس الفلسطيني محمود عباس في المسار السياسي، بعد أن كان قد استُبعد سابقاً من مفاوضات ترامب.

الخطة الأوروبية العربية: 3 محاور للسلام الدائم

يرتكز التحرك الدبلوماسي المشترك بين الأطراف الأوروبية والعربية، بقيادة ماكرون، على ثلاثة ملفات رئيسية لتحقيق الاستقرار:

الملف الإنساني: تكثيف المساعدات لغزة لتغطية احتياجات ضحايا الحرب.

الملف الأمني: إنشاء “قوة استقرار إقليمية” تحت إشراف أممي، مع الدعوة لمعالجة خطر تسليح المستوطنين في الضفة الغربية.

الملف السياسي: صياغة دستور فلسطيني جديد وتنظيم انتخابات عامة قبل نهاية 2026، تتيح مشاركة الفلسطينيين في القدس الشرقية عبر التصويت الإلكتروني.

مانديلا فلسطين: البرغوثي مفتاح التحول

شدد ليمير على أن تحقيق السلام يستلزم قيادة فلسطينية جديدة ومنتخبة ديمقراطياً، واصفاً الأسير مروان البرغوثي بـ “مانديلا فلسطين” والمرشح الأبرز لتجسيد هذه المرحلة. ودعا إلى تعبئة دولية للمطالبة بالإفراج عنه ليكون “رمزاً لوحدة الفلسطينيين ومصالحتهم”، مشيراً إلى أن تحريره يمكن أن يكون البداية الحقيقية للتحول من مجرد هدنة إلى سلام عادل ودائم.

وختم ليمير بالتأكيد أن هذا المسار يحظى بدعم دولي متزايد، حيث حصلت الخطة الفرنسيةالسعودية على دعم 142 دولة، واعترفت 11 دولة غربية بدولة فلسطين مؤخراً، مما ساهم في الضغط على نتنياهو لقبول وقف إطلاق النار.

شاركها.