دعا تنظيم نسوي سوداني جميع القوى المدنية والمجتمعية والحقوقية للدفاع عن كرامة الإنسان وحقوق المرأة والطفل والعمل لبناء مجتمع العدالة والمساواة.

الخرطوم: التغيير

عبر الاتحاد النسائي السوداني (SWU)، عن قلقه وأسفه العميق لحملات المداهمة والترحيل القسري التي تتعرض لها نساء من دولة جنوب السودان، واللائي يعشن في السودان، وطالب بفتح تحقيق شفاف ومستقل حول هذه الممارسات، ومحاسبة الجهات المسؤولة عن تنفيذها.

وأبعدت السلطات الحكومية، الاسبوع الماضي، 106 من الجنوب سودانيات قسراً إلى منطقة وانطو الحدودية على متن بصات سياحية، من بينهن 61 امرأة تركن أطفالهن في الخرطوم.

وقال الاتحاد في بيان، يوم السبت، إن عمليات ترحيل جماعي قسرية تمت بحقهن دون الاستناد إلى أي إجراءات قانونية سليمة، ودون مراعاة للاتفاقات الثنائية أو القيم الإنسانية التي يفترض أن تحكم العلاقة بين الشعبين الشقيقين، والمرتبطة بتاريخ طويل من التعايش المشترك والروابط الإجتماعية والثقافية المتينة.

وطالب بالوقف الفوري لجميع عمليات الترحيل القسري والمداهمات التي تُمارس بحق النساء من جنوب السودان، والاعتذار ورد الاعتبار لهن.

ودعا الاتحاد للالتزام التام بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان، لا سيما تلك المتعلقة بحماية اللاجئين والنازحين والنساء في أوضاع النزاع أو الهشاشة.

وطالب بتعزيز قيم التعايش السلمي والعلاقات الأخوية بين شعبي السودان وجنوب السودان، والانطلاق من خصوصية هذه العلاقة في بناء سياسات مجتمعية عادلة تضمن المشاركة والاندماج.

إنصاف النساء

ووصف الاتحاد ما يجري بأنه لا يمثل فقط خرقًا واضحًا للمعايير القانونية والمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان، بل يتنافى كذلك مع القيم السودانية الأصيلة، التي طالما قامت على الكرم والتسامح واحترام الكرامة الإنسانية.

وقال إن التعامل مع النساء بهذا الشكل القاسي، وإبعادهن دون أطفالهن يعد جريمة في حق الأطفال، وعدم مراعاة حقوق الطفل بما يتوافق مع قوانين الطفل الوطنية والدولية (من حماية ورعاية وأمن)، ودون اعتبار لظروفهن الإنسانية والاجتماعية، يُعد تجاوزًا خطيرًا لا يمكن السكوت عليه.

وأكد الاتحاد أن جميع النساء، بغض النظر عن خلفياتهن الوطنية أو الإثنية، يجب أن يُعاملن بإنصاف وعدالة واحترام.

ورأى أن ما يحدث من عمليات ترحيل تعسفية لا يخدم أمن البلاد ولا استقرارها، بل يكرّس الكراهية ويهدد النسيج الاجتماعي، ويقوّض أسس السلم الأهلي.

وأهاب الاتحاد بجميع القوى المدنية والمجتمعية والحقوقية للوقوف صفًا واحدًا لمناهضة هذه السياسات الظالمة، والدفاع عن كرامة الإنسان وحقوق المرأة والطفل، والعمل سويًا لبناء مجتمع قائم على العدالة والمساواة.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.