كتب محمود الهواري:



07:00 م


19/10/2025


في خطوة وصفت بأنها “تجربة جديدة محفوفة بالمخاطر”، أعلنت شركة ميتا عن طرح ميزة ذكاء اصطناعي جديدة داخل تطبيق فيسبوك للمستخدمين في الولايات المتحدة وكندا، تقول الشركة إنها مصممة لجعل الصور ومقاطع الفيديو “أكثر جاذبية للمشاركة”.

لكن رغم أن الهدف المعلن هو تحسين تجربة المستخدم، فإن الميزة أثارت جدلا واسعا بعد الكشف عن طبيعة عملها وآلية وصولها إلى بيانات المستخدمين الخاصة.

الميزة الجديدة لا تعمل على الصور التي نشرها المستخدم بالفعل على فيسبوك، بل على تلك المخزنة في ألبوم الكاميرا بهاتفه.

وبحسب بيان الشركة، في حال تفعيل الميزة، يقوم الذكاء الاصطناعي التابع لـ”ميتا” بفحص ألبوم الكاميرا بالكامل، ثم يرفع الصور غير المنشورة إلى سحابة الشركة، ليختار من بينها “اللقطات المميزة” التي ضاعت بين لقطات الشاشة والصور العشوائية.

وبعدها يقترح النظام تعديلات تلقائية يمكن للمستخدم حفظها أو مشاركتها مباشرة على فيسبوك على شكل صور مجمعة أو منشورات محسّنة.

مخاوف قديمة تعود من جديد

ورغم تأكيد “ميتا” أن الميزة اختيارية بالكامل، إلا أن الطريقة التي تعمل بها أعادت للأذهان اختبارات أجرتها الشركة في يونيو الماضي.

حينها، قالت “ميتا” إنها لن تستخدم الصور الخاصة غير المنشورة في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، لكنها لم تستبعد هذا الاحتمال مستقبلا، ما أثار قلق المستخدمين بشأن إمكانية استخدام بياناتهم بطرق غير معلنة لاحقا.

وقالت “ميتا” في إعلانها الأخير: “لا نستخدم الوسائط من ألبوم الكاميرا لتحسين الذكاء الاصطناعي في ميتا، إلا إذا اختار المستخدم تعديل هذه الوسائط باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بنا أو مشاركتها”.

وأكدت متحدثة باسم الشركة لموقع The Verge أن الصور التي ترفع مؤقتا عبر هذه الميزة لن تستخدم لتطوير الذكاء الاصطناعي ما لم يقم المستخدم بتحريرها أو نشرها، موضحة أن البيانات تُخزّن بشكل آمن في سحابة ميتا لأغراض اقتراح المحتوى فقط.

وتوضح الشركة أن الميزة تعمل على “اختيار وسائط من ألبوم الكاميرا وتحميلها بشكل مستمر إلى السحابة”، مضيفة أنها قد تحتفظ ببعض هذه البيانات لأكثر من 30 يوما.

ورغم تأكيد “ميتا” أن الصور المرفوعة لن تستخدم في استهداف الإعلانات، فإن جمع هذه الكمية من الصور الشخصية يثير تساؤلات عن طبيعة حماية الخصوصية والحدود الفاصلة بين التحسين التقني والمراقبة الرقمية.

يُذكر أن “ميتا” أقرت العام الماضي بأنها درّبت نماذجها الذكية على جميع الصور والنصوص العامة التي نشرها المستخدمون البالغون على فيسبوك وإنستجرام منذ عام 2007، ما زاد من حدة المخاوف بشأن إمكانية توسيع استخدام بيانات المستخدمين الخاصة مستقبلا دون علمهم.

شاركها.