(د ب أ)

اعتادت شركة أبل إطلاق الإصدار الجديد من هاتفها آيفون خلال فصل الخريف، وكان يتوافر أمام العملاء إمكانية الاختيار ما بين الموديل القياسي أو الموديل Pro الأكثر تجهيزا والأغلى تكلفة، ولكن الشركة الأمريكية خالفت هذه العادة هذا العام وأطلقت الإصدار آيفون Air الأكثر نحافة، وهنا يظهر التساؤل عمن يناسبه هذا الموديل؟.

وفي واقع الأمر يأتي هاتف آيفون Air بسُمك مذهل للغاية يبلغ 64ر5 ملم، في حين أن سمك الإصدار القياسي آيفون 17 يبلغ 95ر7 ملم، ويبلغ الفارق بينهما 3ر2 ملم، وهو فارق كبير للغاية، وعند حمل الهاتف آيفون Air في اليد فإنه يبدو رقيقا للغاية بفضل الحواف المستديرة جزئيا، كما يساهم وزنه البالغ 165 جراما في هذا الانطباع.

ولكي يأتي هاتف آيفون Air بهذا السُمك فقد قامت الشركة الأمريكية بطباعة منافذ USBC من مسحوق التيتانيوم بواسطة الطابعات ثلاثية الأبعاد؛ نظرا لأن الموصلات القياسية ستكون سميكة للغاية.

ثلاثة مخاوف

وبعد طرح الهاتف آيفون Air في الأسواق ظهرت ثلاثة مخاوف رئيسية، هي:

المتانة: هل يتحمل الإطار النحيف للغاية إجهاد الاستخدام اليومي أم أن شركة أبل ستتورط في فضيحة تقنية جديدة ويتعرض الهاتف الذكي للانحناء أو التشوه؟

فترة تشغيل البطارية: هل تتوفر في هذا الجسم النحيف مساحة كافية للبطارية؟

وأخيرا الكاميرا: هل يعتبر التخلي عن العدسة ذات الزاوية الواسعة للغاية والعدسة المقربة حلا وسطا كبيرا؟

ولكن الانطباعات الأولى أثناء الاستخدام اليومي تبدد الكثير من هذه المخاوف.

المتانة

وفيما يتعلق بالمتانة، يأتي الهاتف الذكي آيفون Air بإطار مصنوع من التيتانيوم، ولكن الشركة الأمريكية اعتمدت في موديلات Pro من سلسلة الهاتف الذكي آيفون 17 على الألومنيوم بدلا من التيتانيوم؛ لأنه يبدد السخونة بشكل أفضل، ولكن التصميم النحيف للموديل Air يتطلب قوة سبائك التيتانيوم.

وعلى هامش مؤتمر إطلاق الهاتف الذكي الجديد في مقرها الرئيسي بمدينة كوبرتينو الأمريكية وضعت أبل هاتفها آيفون Air في منصة اختبار لمتانة الأجهزة، وتعرض الجهاز لضغط 60 كيلوجراما للقدم المربع، وقد انحنى الهاتف بشكل واضح، ولكنه استعاد شكله الأصلي على الفور وظهر مستويا على قطعة رخامية ملساء.

فترة تشغيل البطارية

وفيما يتعلق بفترة تشغيل بطارية الهاتف الذكي آيفون Air فقد أعلنت الشركة الأمريكية في البداية بيانات مبهمة بأن شحنة واحدة للبطارية تكف لاستعمال الهاتف الذكي “طوال اليوم”، ثم أشارت إلى 27 ساعة من التشغيل كمعيار، ولكن في النهاية فإن فترة تشغيل البطارية تعتمد على الكثير من العوامل الفردية مثل:

ما هي التطبيقات المستخدمة؟ وما مدة الاستخدام؟

ما مدى قوة إشارة الاتصالات الهاتفية الجوالة؟

ما طبيعة الجو سواء كان ساطعا أم مظلما ساخنا أم باردا؟

ولكن بعد استخدام الهاتف الذكي آيفون Air لعدة أيام، وقد شمل ذلك التقاط بعض الصور وبعض مقاطع الفيديو والبريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي وتصفح الإنترنت بواسطة متصفح سفاري، يمكن القول بكل ثقة أن فترة تشغيل البطارية على ما يرام.

وإذا لم يحمل المستخدم الهاتف آيفون باستمرار في يده، ولم يشغل ألعابا كثيفة الحوسبة، فيمكنه استعمال الهاتف الذكي من الصباح حتى المساء بشحنة واحدة للبطارية، علاوة على أنه يعمل بسرعة كبيرة بفضل تجهيزه بمعالج A19 Pro الجديد.

وفي حالات الضرورة تقدم شركة أبل بطارية خارجية مسطحة يتم تثبيتها مغناطيسيا على الجزء الخلفي للجهاز بواسطة تقنية Magsafe، وتتناسب هذه البطارية بشكل مثالي مع هاتف آيفون Air فقط، علاوة على أنه يمكن استعمالها لشحن هواتف آيفون الأخرى، ولكن من خلال وضع الهاتف أفقيا عليها بسبب اختلاف بروز الكاميرا.

وثمة سبب آخر لطول فترة تشغيل البطارية وهو المساحة القصوى المخصصة لتركيب البطارية؛ حيث تم تركيب أنظمة الشرائح الخاصة بتقنية الحوسبة في هاتف آيفون Air داخل نتوء الكاميرا في الطرف العلوي لجسم الهاتف، وتطلق أبل على هذا الانحناء اسم “بلاتو”.

وقد اعتمدت الشركة الأمريكية في هاتف آيفون Air على أشباه الموصلات الخاصة بها، بما في ذلك الاتصال بشبكة الاتصالات الهاتفية الجوالة وتقنية البلوتوث، موضحة أنه بهذه الطريقة يمكن تحقيق التوازن بين قوة المعالجة وتوفير الطاقة، وبالتالي فإن الجزء المتبقي بالكامل يكون مخصصا للبطارية.

إن مقارنة فترة تشغيل البطارية بالهاتف الذكي آيفون Air بفترة تشغيل بطارية هاتف آيفون 16 Pro تعتبر مقارنة غير عادلة إلى حد ما؛ ففي النهاية يشتمل آيفون Air على تقنيات مختصرة، والتي تتطلب قوة معالجة أقل مثلا عند التقاط الصور وتسجيل مقاطع الفيديو.

علاوة على أن شاشة آيفون Air تشبه إلى حد ما موديلات السنوات الماضية، وبينما حصل الموديل القياسي في سلسلة آيفون 17 على شاشة XDR أفضل بمعدل تحديث صورة متغير يصل إلى 120 هرتز، وهناك عيب آخر يتمثل في وجود سماعة واحدة في هاتف آيفون Air.

الكاميرا

وتبقى نقطة الكاميرا؛ حيث يأتي الهاتف الذكي آيفون Air مجهزا بكاميرا واحدة، والتي تتيح التقاط صور قياسية بزاوية واسعة، والتي يمكن معاينتها بتكبير 1x في الشاشة أو بزووم 2x بجودة بصرية، وفي النهاية يتم استخدام 12 ميجابيكسل من مستشعر الصورة بدقة 48 ميجابيكسل، وجميع إعدادات التقريب الأخرى هي تقريب رقمي مع عيوبه المعروفة مثل عدم وضوح التفاصيل، ويفتقر هاتف أبل آيفون Air إلى الكاميرا ذات العدسة الواسعة للغاية.

ويتعين على المستخدم المهتم بشراء هذا الهاتف أن يسأل نفسه عن عدسة الكاميرا، التي يرغب في استعمالها:

عند التقاط الصور بواسطة العدسة القياسية أو يتم تكبير الصورة 2x كحد أقصى، فعندئذ سيكون المستخدم راضيا عن جودة الصور بواسطة الهاتف آيفون Air.

ولكن عند استعمال العدسة ذات الزاوية الواسعة للغاية بصورة متكررة، وهي غير موجودة في هاتف آيفون Air، ففي هذه الحالة يمكن التفكير في شراء هاتف آيفون القياسي.

وعند الرغبة في التصوير بواسطة العدسة المقربة، فعندئذ يجب اللجوء إلى شراء موديلات Pro من سلسلة هاتف آيفون 17

شاركها.