انتقد أحمد باريكلى، السكرتير الأول لحركة “صحراويون من أجل السلام” المنشقة عن تنظيم البوليساريو الانفصالي، غياب الجرأة لدى المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستيفان دي ميستورا، في تقديم مقترحات ملموسة أو استراتيجية لإحياء مسار المفاوضات للتوصل إلى حل للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، وذلك على خلفية تسريب أجزاء من تقرير دي ميستورا الذي قدّمه إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي.

واعتبر باريكلى، في بيان نشرته الحركة على حسابها الرسمي على موقع “فيسبوك”، أن المبعوث الأممي “ورغم دعواته المتكررة إلى الإبداع وإبداء روح الالتزام، لا يجرؤ على تقديم مقترحات ملموسة أو استراتيجية واضحة لإحياء المفاوضات، ويغلب على خطابه الطابع الإنساني والتحذيرات من خطر التصعيد الإقليمي، مما يعكس حذرا أكثر من كونه قيادة سياسية”.

وتابع: “اللافت أنه بعد ثلاث سنوات من توليه المهمة، لا يزال المبعوث الأممي يطرح أسئلة أكثر مما يقدم إجابات، حتى بشأن أدائه الشخصي، وبدلا من تحديد اتجاه واضح أو وضع خارطة طريق، يكتفي بتوجيه تساؤلات إلى المجلس وإلى الأطراف، كما لو أن دوره يقتصر على المراقبة لا الوساطة الفاعلة ذات المبادرة”.

وأكد سكرتير حركة “صحراويون من أجل السلام” أن “دي ميستورا لا يتناول بالجدية المطلوبة مسألة استعادة واحترام وقف إطلاق النار الذي انهار منذ عام 2020، وهو انهيار كلف مئات الشبان الصحراويين حياتهم، ومع ذلك يرى أن جبهة البوليساريو، بعد خمس سنوات، لم تبلور بعد رؤية واضحة حول الكيفية التي يمكن أن تقود بها المسار العسكري الحالي إلى نتيجة سياسية إيجابية”.

وشدّد على أن “هذا الصمت يبدو متناقضا مع ما يدعيه من قلق إزاء الكلفة الإنسانية للنزاع والظروف الإنسانية المروعة في مخيمات تندوف”، مشددا على أن “هذا التجاهل يكشف في نهاية المطاف عن انفصال مقلق بين الواقع الميداني والخطاب الرسمي الذي يُلقى في قاعة مجلس الأمن”.

وأوضح المتحدث ذاته أن “وساطة دي ميستورا تتسم بعجز واضح عن الابتكار أو إدخال عناصر تغيير حقيقية، فبدلا من استكشاف ديناميات سياسية جديدة أو الاعتراف بالتحولات التي يشهدها الوسط الصحراوي نفسه مثل بروز ‘حركة صحراويون من أجل السلام’، التي ليست صوت البوليساريو ولا الجزائر ولا المغرب، بل تدعو إلى حلّ سياسي واقعي وترفض الخيار العسكري، يتمسّك المبعوث الأممي بنص متقادم فقد فعاليته”.

وذكر أن “هذا الجمود وغياب المرونة والمبادرة يحرم العملية السياسية من أي زخم جديد، ويكرس دبلوماسية منخفضة الوتيرة همّها تجنّب الإحراج أكثر من تحقيق التقدّم”.

وزاد: “كما أن دعوته لاستئناف آلية المائدة المستديرة قبل نهاية العام تفتقر إلى أي مضمون فعلي، فلا يقدّم بدائل ولا أفكارا جديدة يمكن أن تقرّب بين المواقف، ويبدو أن هدفه الفوري هو مجرد تنظيم جولة جديدة من اللقاءات، ربما بحثا عن صورة جماعية إلى جانب الوفود المشاركة، متناسيا أن تلك الصورة سبق أن التُقطت دون جدوى في عهود أسلافه جيمس بيكر وهورست كولر”.

ولفت باريكلى إلى أن “دي ميستورا يبدو وكأنه استسلم لراحة الوضع القائم، مكتفيا بإدارة النزاع بدل السعي إلى حله سياسيا، فقد تلاشى دوره كفاعل سياسي وبانٍ للتفاهمات في إدارة تأملية لا تتجاوز حدود دبلوماسية حذرة تفتقر إلى النتائج الملموسة”.

وخلص إلى أنه “إذا تم تجديد ولاية ‘المينورسو’ والمبعوث الأممي دون إدخال تغييرات جوهرية، فستكون الأمم المتحدة قد أهدرت ـــ للمرة الخامسة والثلاثين ـــ وقتًا وموارد ثمينة في رمال الصحراء”، مضيفا: “وحدها إعادة النظر الجذرية في الولاية وقيادة حازمة من القوى المؤثرة، بما فيها الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة ترامب، يمكن أن تحول دون استمرار الصحراء كمرآة ساطعة لعجز النظام متعدد الأطراف، ويظل الصحراويون رهينة للإحباط والعدمية”.

المصدر: هسبريس

شاركها.