الحزب الجمهوري وصف عملية ترحيل الجنوب سوادنيات قسراً بأنها جريمة أخلاقية وإنسانية، تتجاوز حدود السياسة لتكشف عن عقلية انتقامية مريضة.

الخرطوم: التغيير

قال الحزب الجمهوري، إن عملية تهجير نساءٍ من جنوب السودان من السودان قسراً إلى بلادهن، ليست مجرد خطأ إداري أو إجراء أمني، وإنما عملية تهجير قسري منظّمة، ذات بعدٍ سياسي خبيث.

واتهم الحزب في بيان، السلطة في بورتسودان بأنها أرادت “بإيعازٍ من المتشددين الإسلاميين” أن تُعيد إشعال الفتنة القديمة بين شعبي السودان وجنوب السودان، لتُحمِّل الجنوبيين مسؤولية حربٍ هم أبعد ما يكونون عنها.

وقال: “إنهم يسعون لصناعة عدوٍّ خارجي جديد، يُلهي الناس عن الفشل الذريع في إدارة الدولة وانهيار الخدمات وتفكك الجيش نفسه”.

وأبعدت السلطات السودانية قبل أيام 106 من الجنوب سودانيات قسراً إلى منطقة وانطو الحدودية على متن بصات سياحية، من بينهن 61 امرأة تركن أطفالهن في الخرطوم.

جريمة انتقامية

واتهم الحزب الجمهوري، حكومة عبد الفتاح البرهان “المدفوعة من غلاة المتأسلمين وفلول الحركة الإسلامية”، بأنها ارتكبت جريمةٍ إنسانية مروّعة بتهجير النساءٍ قسرًا بدعوى أنهن أجنبيات شاركن في زعزعة الأمن أثناء الحرب التي أشعلها الإسلاميون أنفسهم لاستعادة السلطة التي انتزعتها منهم ثورة ديسمبر المجيدة.

ووصفها بأنها “جريمة أخلاقية وإنسانية مكتملة الأركان، تتجاوز حدود السياسة لتكشف عن عقلية انتقامية مريضة، لا ترى في الإنسان سوى أداة لتصفية الحسابات”.

وأضاف الحزب أن الوقائع على الأرض تؤكد حجم الجريمة فقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه تم ترحيلهن قسرًا من الخرطوم إلى منطقة جودة بالجبلين، دون السماح لهن بالعودة إلى منازلهن لأخذ أطفالهن الرضّع أو أغراضهن.

وأوضح أن ذلك أدخل مدير عام الشرطة ومدير هيئة الجوازات والسجل المدني في التسبب في أزمة دبلوماسية مع جنوب السودان.

وقال الحزب إن ترحيل الأمهات دون أطفالهن ليس مجرد انتهاكٍ للقانون الدولي، بل هو جريمة ضد الإنسانية، تمسّ صميم الكرامة البشرية، وتنسف ما تبقّى من قيم الرحمة في المجتمع السوداني.

الوجه الحقيقي للمشروع

واعتبر أن هذه الجريمة كشفت الوجه الحقيقي للمشروع الإسلاموي الذي لم يتغيّر: مشروع قائم على الكراهية والتفرقة بتطبيق قانون الوجوه الغريبة سيئ السمعة، وإعادة إنتاج خطاب العنصرية، كلما ضاقت به سبل إصلاح السلطة.

وقال (إنها محاولة بائسة لإحياء خطاب “نحن وهم”، لإشعال نيران الشك من جديد بين إخوة الأمس الذين فرّقتهم حربٌ أشعلها الإخوان المسلمون قبل أكثر من عقدين).

وشدد الحزب على أن اللعبة لن تنطلي هذه المرة على أحد “وسيكتب التاريخ أن الإسلاميين أشعلوا الحرب، ثم استخدموا النساء الجنوبيات وقودًا لها، لتبرير وجودهم وتمديد حكمهم، ولإخفاء فشلهم في حماية المواطن، أيًّا كانت هويته أو دينه”.

وأكد أن السودان الحقيقي كما جنوب السودان سيستعيد إنسانيته يوم يتحرر من وصاية القتلة المتدثرين بالدين.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.