كتبت شيماء مرسي



09:00 ص


16/10/2025


كشفت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية عن صعوبة التشخيص ووجود تداخل بين اضطراب طيف التوحد (ASD) واضطراب الوسواس القهري (OCD) عند الأطفال، مما يؤدي إلى التشخيص الخاطئ.

وأشاروا إلى أن ارتفاع معدلات تشخيص التوحد قد يكون مرتبطا جزئيا بهذا الخلط.

ويتمثل اضطراب طيف التوحد (ASD) بصعوبات في التفاعل الاجتماعي ووجود سلوكيات متكررة ومحدودة، مثل التمسك بروتين صارم أو الانغماس في اهتمامات ضيقة.

وعلى النقيض، يتسم اضطراب الوسواس القهري (OCD) بظهور سلوكيات قهرية يتبعها الطفل لتخفيف مستوى القلق.

وبالرغم من أن الدافع والسبب الجذري لكلا الاضطرابين مختلف تماما، فإن تشابه السلوكيات الظاهرة يؤدي إلى صعوبة في التشخيص، وخاصة عند الأطفال الصغار.

فبينما يسعى الطفل المصاب بالتوحد إلى الشعور بالنظام، يهدف الطفل المصاب بالوسواس القهري إلى تخفيف القلق الناجم عن أفكار متطفلة لا يمكنه تفسيرها.

وأكدت أخصائية علم النفس الروسية، الدكتورة ريبيكا مانيس، وجود تداخل شائع بين اضطراب التوحد والوسواس القهري.

وأشارت إلى أن التساؤل الرئيسي يدور حول ما إذا كان هذا التداخل نتيجة الاقتران الفعلي بين الحالتين (والذي يمثل 15 إلى 20% من الحالات)، أو نتيجة الاشتباه في أعراض أحدهما بأعراض الآخر.

وأشارت إلى أن تشخيص الأطفال المصابين بالتوحد، وخاصة من لا يعانون تأخرا في النمو، غالبا ما يتأخر حتى مرحلة المراهقة أو البلوغ، بينما قد تظهر أعراض الوسواس القهري في أي وقت بين سن السابعة والثانية عشرة أو لاحقا.

ويعد التشخيص الخاطئ مشكلة رئيسية، إذ يمكن أن يعزى ارتفاع أعداد التوحد جزئيا إلى الخلط مع الوسواس القهري، والعكس صحيح، حيث قد يُشخص الوسواس القهري خطأ على أنه توحد.

ويتطلب تشخيص كل من التوحد والوسواس القهري تقييما دقيقا من قبل خبير في نمو الطفل أو الصحة النفسية. فبدون فهم عميق للعالم الداخلي للطفل، يمكن بسهولة تصنيف سلوك قهري ناتج عن الوسواس القهري على أنه سلوك متكرر للتوحد، والعكس صحيح.

وقد تظهر بعض سلوكيات الوسواس القهري مثل ترتيب الأشياء بدقة مفرطة أو الاهتمام بالأرقام بشكل “مثالي”، ما قد يسبب التشخيص الخاطئ على أنه توحد”.

ويشدد اء على أن تشخيص اضطراب الوسواس القهري والتوحد يحتاج إلى دراسة شاملة لتاريخ الطفل وسلوكياته في بيئات متعددة. كما أن فهم دوافع السلوكيات الداخلية للطفل ومراقبتها عن كثب هو السبيل لضمان التشخيص الدقيق وتقديم الدعم العلاجي المناسب.

شاركها.