لا تزال بعض السلوكيات الصادرة عن مجهولين بجماعة المجاطية أولاد طالب بإقليم مديونة، والمتمثلة في حرق النفايات البلاستيكية والكيماوية ليلا، تشكل إحدى النقط السوداء داخل المنطقة، وسط غياب تدخل من رئيس الجماعة أمين شفيق.

وتعيش ساكنة المجاطية أولاد طالب، التابعة للنفوذ الترابي لإقليم مديونة، على وقع كارثة بيئية وصحية خطيرة، جراء إقدام بعض المجهولين على حرق أكوام النفايات بشكل يومي بحي الرشاد وأيضا الحفاري، دون فتح تحقيق إداري من طرف الجماعة أو السلطات المحلية.

وحسب المعطيات المتوفرة لدى جريدة “العمق”، فإن هذه الحرائق المتكررة، والموثقة عبر مقاطع فيديو منشورة على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي، استنفرت مسؤولين بجماعة الدار البيضاء التي تعد الجهة المسؤولة الأولى عن المطرح المتواجد بمنطقة المجاطية.

ووفقا لما توصلت إليه الأبحاث التي قامت بها الجماعة المذكورة، فإن الحرائق التي تشتعل ليلا في كميات كبيرة من النفايات لا تقع داخل المطرح الذي تدبره جماعة الدار البيضاء، وإنما في المناطق المجاورة له.

وأشارت المصادر ذاتها إلى أن “بعض المجهولين يعمدون إلى حرق النفايات دون إدخالها إلى مطرح مديونة، تفاديا لأداء أي رسوم مالية لفائدة الشركة المفوض لها تدبير هذا المرفق العمومي”، وهو ما استنفر المسؤولين الجماعيين.

وحملت ساكنة جماعة المجاطية، في تصريحات متفرقة لجريدة “العمق”، مسؤولية هذه الأوضاع البيئية إلى رئيس الجماعة المنتمي إلى حزب الاستقلال، متهمين إياه بـ”التماطل في وقف نزيف هذه المشكلة العويصة، إلى جانب تقاعس السلطات المحلية”.

وقال محمد عماري، الفاعل الحقوقي بجهة الدار البيضاء سطات، إن ساكنة جماعة المجاطية أولاد طالب بإقليم مديونة تعيش وضعا بيئيا مقلقا، بسبب ما وصفه بـ”الكارثة الصامتة” الناتجة عن حرق النفايات بشكل يومي بالقرب من المطرح التابع لجماعة الدار البيضاء، والذي يفترض أن يُخصص لطمر ومعالجة الأزبال وفق المعايير القانونية والبيئية المعمول بها.

وأوضح عماري، في تصريح لجريدة “العمق”، أن عددا من الأشخاص المجهولين يعمدون، بشكل متكرر، إلى إشعال النيران في أكوام النفايات بدل إدخالها إلى المطرح الرئيسي، ما يجعل الأدخنة الكثيفة والروائح السامة تتصاعد يوميا وتغطي سماء المنطقة، في مشهد يثير غضب الساكنة وقلقها المتزايد على صحتها وسلامتها.

وأشار الحقوقي إلى أن هذه الممارسات تتم في ظل غياب أي تدخل جدي من السلطات المحلية أو من جماعة المجاطية أولاد طالب، مبرزا أن السكان أصبحوا يعانون من أمراض تنفسية مزمنة، خاصة الأطفال وكبار السن، بسبب استنشاق الغازات السامة الناتجة عن احتراق المواد البلاستيكية والكيماوية ضمن النفايات.

وشدد المتحدث ذاته على أن استمرار هذه الأوضاع دون محاسبة أو مراقبة بيئية يشكل تهديدا مباشرا لصحة المواطنين وللنظام الإيكولوجي بالمنطقة، لاسيما أن موقع الحرق يوجد على مقربة من تجمعات سكنية وأراض فلاحية، ما يزيد من خطورة التلوث الهوائي والتربة والمياه الجوفية.

وطالب عماري بضرورة فتح تحقيق عاجل في هذه الممارسات غير القانونية، وتفعيل المراقبة البيئية بالمطرح، مع تحميل الجهات المسؤولة عن تدبير النفايات مسؤولية ما يحدث، مؤكدا أن “صمت الجماعة والسلطات المحلية لم يعد مقبولا أمام الأضرار الصحية التي تلحق بالساكنة يوما بعد يوم”.

وحاولت جريدة “” التواصل مع رئيس جماعة المجاطية أولاد طالب من أجل الحصول على توضيحات، غير أنه تهرب من تحمل مسؤوليته بخصوص ما يجري داخل الجماعة.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.