أمد/ بيرن  بدأ عضو اللجنة المركزية لحركة  فتح ورئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق، د. محمد اشتية، جولته الأوروبية بلقاء رسمي مع رئيسة البرلمان السويسري مايا رينكر وعدد من أعضاء البرلمان في بيرن السويسرية، بحضور سفير دولة فلسطين لدى سويسرا والمندوب الدائم للأمم المتحدة في جنيف إبراهيم خريشي، والمستشار الأول خلوصي بسيسو وسكرتير اول دانية دسوقي.

وخلال اللقاء، شرح د. اشتية آخر التطورات السياسية والإنسانية الخطيرة في الأرض الفلسطينية المحتلة، بالاخص في قطاع غزة، واكد أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني هو إبادة جماعية ممنهجة هدفها كسر إرادة الفلسطينيين وإلغاء حقهم في الحياة والحرية والاستقلال. ورحب في نتائج مؤتمر نيويورك وشرم الشيخ واكد على سعي القيادة الفلسطينية للتعاون مع كل الأطراف لاحلال السلام وللتوصل الى حل عادل وشامل على حدود الرابع من حزيران ١٩٦٧.

وطالب د. اشتية سويسرا باتخاذ خطوة تاريخية وشجاعة بالاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، وشدد على أن هذا الاعتراف لم يعد خياراً سياسياً أو دبلوماسياً، بل واجباً قانونياً وأخلاقياً ينسجم مع مبادئ العدالة وحقوق الإنسان التي ترفعها سويسرا في العالم. وقال ان الاعتراف بفلسطين ليس عقوبة لإسرائيل، بل هو إنصاف لشعبٍ يعيش تحت الاحتلال منذ أكثر من سبعة عقود، وصرخة أمل في وجه الظلم. إن الأرض ليست هبةً إلهية لأحد، والحل في فلسطين سياسي وليس ديني.

وأكد د. اشتية أن استمرار تذرع بعض الدول بانتظار استئناف المفاوضات  للاعتراف بدولة فلسطين فقد معناه بعد 34 عاماً من السياسات الاسرائيلية الممنهجة لافشال حل الدولتين وتكريس الاحتلال وبناء منظومة استعمارية خانقة على الأرض. وقال إن الضفة الغربية اليوم محاصرة بـ 921 حاجزاً عسكرياً وأكثر من 881 ألف مستوطن يعيشون في مستوطنات غير شرعية. وأشار إلى حجم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، وتجاوز عدد الشهداء 70 ألفاً وسُوّيت أحياءٌ كاملة بالأرض، مشيراً إلى أن المواطنين العائدين إلى منازلهم المدمّرة يحملون رسالة صمود لا يمكن كسرها، فالفلسطيني باقٍ على أرضه مهما بلغت التضحيات.

وشدد اشتية على أن المجتمع الدولي يعيش لحظة اختبار حقيقية لضميره الإنساني، وأن الاعتراف بدولة فلسطين أصبح واجب أخلاقي عالمي بعد أن انكشفت الجرائم الإسرائيلية وانهارت مبررات الصمت الدولي. وقال: “نامل أن تنضم سويسرا قريباً الى صف 159 دولة التي اختارت أن تكون في جانب العدالة والحق.” وأوضح أن الاعتراف السويسري بدولة فلسطين سيحمل وزناً سياسياً ومعنوياً ضخماً على الساحتين الإقليمية والدولية، وسيكون له صدى خاص في العالم العربي والإسلامي، خاصة لدى الدول التي تتابع عن كثب المواقف الأوروبية تجاه القضية الفلسطينية.

كما استعرض د. اشتية أمام رئيسة البرلمان جهود السلطة الفلسطينية في الإصلاح المؤسسي والترتيبات للانتخابات التي اعلن عنها السيد الرئيس، وشدد على أن الحكومة تعمل على تحديث البنية الإدارية وتعزيز الشفافية، وأن لجنة من تسعة خبراء تعمل على إعداد دستور حديث لدولة فلسطين، تُدرَس ضمنه تجارب دولية رائدة، منها النموذج السويسري. وفي ختام اللقاء، دعا اشتية البرلمان السويسري إلى استخدام ثقله السياسي والأخلاقي لدفع الحكومة نحو الاعتراف بدولة فلسطين، والمشاركة الفاعلة في جهود إعادة إعمار غزة وصياغة أفق سياسي جديد ينهي الاحتلال ويُعيد الأمل إلى الشعب الفلسطيني.

شاركها.