في خطاب ألقاه أمام الكنيست الإسرائيلي، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبارته اللافتة: “إنها تحب إسرائيل”، مشيرًا إلى الطبيبة والمليارديرة ميريام أديلسون، التي بات اسمها يرتبط بشدة بتوجهات الإدارة الأمريكية السابقة نحو دعم إسرائيل، خصوصًا في القرارات التاريخية المتعلقة بالقدس والجولان.

وفي خطابه، نسب ترامب إلى ميريام وزوجها الراحل شيلدون أديلسون الفضل في صياغة بعض من أكثر قراراته إثارة للجدل على الصعيد الدولي، مثل اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل عام 2017، ونقل السفارة الأمريكية إليها عام 2018، إضافة إلى تأييده للسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان المحتلة عام 2019.

وقال ترامب ممازحًا: “كانت تتصل بي دائمًا، وتزورني مع زوجها باستمرار في المكتب البيضاوي. شيلدون كان عنيدًا جدًا لدرجة أنه كان يدخل البيت الأبيض من النافذة!”

وأضاف مبتسمًا: “لديها 60 مليار دولار في البنك، وأعتقد أنها تقول الآن: كفى”،

لتثير كلماته الضحك داخل القاعة.

من هي ميريام أديلسون؟

ولدت ميريام أديلسون في إسرائيل، وهي طبيبة وباحثة في مجال الإدمان قبل أن تتحول إلى واحدة من أبرز الشخصيات الداعمة للحزب الجمهوري الأمريكي.

تزوجت من قطب صناعة القمار شيلدون أديلسون، الذي أسس إمبراطورية “لاس فيغاس ساندز”، أكبر مجموعة لصالات القمار في العالم، وكرّس جزءًا كبيرًا من ثروته لدعم السياسيين المحافظين في الولايات المتحدة، وكذلك القضايا اليهودية والإسرائيلية.

ميريام أديلسون

اشتهر الزوجان بأعمالهما الخيرية واستثماراتهما الواسعة في إسرائيل، إلى جانب تمويلهما لمشاريع علمية وطبية ومبادرات اجتماعية.

وفي عام 2018، منح ترامب ميريام أديلسون وسام الحرية الرئاسي، وهو أعلى وسام مدني في الولايات المتحدة، تقديرًا لإسهاماتها في أبحاث الإدمان وتأسيسها مراكز طبية متخصصة بالتعاون مع زوجها، من أبرزها “مؤسسة أديلسون للأبحاث الطبية”.

نفوذ سياسي غير مسبوق

كشفت تقارير أمريكية أن ميريام أديلسون لعبت دورًا محوريًا من وراء الكواليس في التأثير على قرارات ترامب تجاه إسرائيل.

وقال مسؤول أمريكي رفيع إن أديلسون كانت من أبرز الأصوات التي حثت الرئيس على السعي لاستعادة الرهائن المحتجزين في غزة، في إطار الجهود التي تكللت بإطلاق آخر الناجين، يوم الاثنين الماضي، تزامنًا مع قمة شرم الشيخ للسلام.

ورغم رحيل زوجها شيلدون أديلسون عام 2021، فإن ميريام واصلت التأثير في البيئة السياسية الأمريكية عبر تمويل الحملات الانتخابية الجمهورية، وتُعد اليوم من أكبر المتبرعين المنفردين في الساحة السياسية الأمريكية.

3_3_11zon

في أحد المواقف الطريفة التي رواها ترامب خلال خطابه، قال إنه سأل ميريام ذات مرة عما إذا كانت تحب الولايات المتحدة أم إسرائيل أكثر، فردّت بأنها “لا تستطيع الاختيار بين الاثنين”، في إشارة إلى ارتباطها العميق بكلا البلدين.

تُجسّد ميريام أديلسون نموذجًا لامرأة جمعت بين الطب والمال والسياسة، واستثمرت ثروتها ونفوذها في رسم ملامح السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، لتصبح واحدة من أكثر النساء تأثيرًا في عصر ترامب السياسي.

شاركها.