أمد/ واشنطن: ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” يوم السبت أنّ الجيش الإسرائيلي عثر على جهاز حاسوب تابع ليحيى السنوار، زعيم حركة حماس في غزة، خلال عملية عسكرية في أحد المجمعات تحت الأرض، التي كان يقيم فيها شقيقه محمد السنوار، الذي قُتل في مايو/أيار الماضي.
وبحسب التقرير، احتوى الحاسوب على مذكّرة من ست صفحات تتضمّن تعليمات لهجوم مشابه لذلك الذي وقع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وأضافت الصحيفة أن الوثيقة مؤرّخة بشهر أغسطس/آب 2022، ونُسبت كتابتها إلى يحيى السنوار، استناداً إلى سبعة مصادر أمنية إسرائيلية.
كما أفيد، وصلت نَسْخة إلى يد الـ”نيويورك تايمز”، وفيها كُتب لمسلحي حماس أن يستهدفوا الجنود والمجتمعات المدنية الإسرائيلية وكذلك أن يبثوا الهجمات بهدف إثارة الخوف في أوساط الجمهور الإسرائيلي وزعزعة الاستقرار في إسرائيل. قادة في حماس نشروا تعليمات مشابهة لتلك في نظام الاتصالات التابع للتنظيم في 7 أكتوبر، بحسب تسجيلات تم ضبطها من قبل إسرائيل ووصلت إلى الصحيفة.
قالت مصادر إسرائيلية إن المذكرة تظهر أن السنوار أراد أن يوجه عناصر حماس ضرباتهم أولاً للمدنيين، خلافًا لما ادعى به كبار قادة الحركة. رغم أن هذه المذكرة لا تتحدث صراحة عن خطط لخطف أو قتل مدنيين، إلا أنها تعرض تعليمات حول كيفية دخول الأحياء السكنية وإشعال النيران فيها “باستخدام البنزين أو الديزل”. وكتب فيها: “يجب الإعداد لعمليتين أو ثلاث، يتم فيها حرق حي كامل أو كيبوتس أو شيء مشابه”.
في 7 أكتوبر 2023، يوم الهجوم، قبيل الساعة العاشرة صباحاً بقليل، قال قائد كتيبة مدينة غزة في حماس، الملقب بـ”أبو محمد”: “ابدأوا بإشعال البيوت”. وكتب في تقرير صحيفة “نيويورك تايمز”: “المذكرة والتوثيقات توسع الفهم لتخطيط وتنفيذ الهجوم من قبل حماس، حيث أن جزءاً كبيراً منها يعتمد على مذكرات وتسجيلات جمعتها إسرائيل خلال الحرب”.
تم اعتراض مكالمات هاتفية جُمعت يوم الهجوم ونُقلت إلى الصحيفة. ووفقًا للمذكرة، كما ورد في الصحيفة، دعا قادة حماس المسلحين إلى إحداث ثغرات في السياج الإسرائيلي المعروف باسم “الساعة الرملية”. وأعربت المذكرة عن أملها في أن تُحدث هذه الإجراءات “صدمة كبيرة”: “الدوس على رؤوس الجنود، وإطلاق النار من مسافة قريبة، والذبح بالسكاكين، وتفجير الدبابات”. وكما ذُكر، كرر قادة التنظيم أوامر مماثلة يوم الهجوم.
علاوةً على ذلك، تنص المذكرة على أن الفلسطينيين من الضفة الغربية، عرب إسرائيل “أمتنا”، “يستجيبون بإيجابية لدعوات الانضمام إلى الثورة”. وفي تسجيلاتٍ تنصت للمكالمات التي حصلت عليها صحيفة نيويورك تايمز، يطلب قائدٌ من حماس من المسلحين قتل “كل من في الطريق، اقتلوا كل من تصادفونه”. وكانت حماس تخطط لبث هذه الكلمات إلى العالم العربي “لتجنيد الناس للنضال”.