دخل الممثل والمخرج المغربي سعيد ضريف الموسم الفني الجديد بتجربتين مختلفتين، أحدهما مسرحية والآخرى سينمائية، في عودة تعكس حرصه على التنويع بين التجارب الإبداعية والاشتغال على مواضيع اجتماعية وفكرية عميقة.
في الشق المسرحي، يشرف سعيد ضريف على إخراج مسرحية جديدة تحمل عنوان “انشراف”، تقدمت بها شركة “ريف للإنتاج” بمدينة الناظور، وحصلت على دعم مالي قدره 190 ألف درهم من وزارة الثقافة.
المسرحية من فكرة فاروق أزنابط وتأليف محمد بوزكو، ويشارك في بطولتها فاروق أزنابط، مسين أزنابط، وهيام لمسيـسي.
ويتولى مهمة الإضاءة إلياس بوزكو، فيما أشرف على تصميم الملابس جليلة الحالي، وتكفل ياسين بوقراب بإنجاز السينوغرافيا.
وتكفلت مريم السالم بتسيير الإدارة التقنية والتوثيق، فيما يشرف على المحافظة العامة ميمون بلعربي.
وقال ضريف في هذا الصدد، إن “العمل المسرحي الجديد يأتي في إطار الانفتاح على تجارب مسرحية جهوية شابة تسعى إلى تقديم عروض مختلفة على مستوى الرؤية الجمالية والفكرية”، مؤكدا أن “انشراف” يمثل محاولة لإعادة طرح أسئلة الإنسان والحرية والوعي من زاوية أمازيغية معاصرة.
أما على المستوى السينمائي، فقد انتهى ضريف من تصوير دوره في شريط سينمائي جديد بعنوان “فتوى”، تم تصويره بمدينة الحسيمة تحت إدارة المخرج محمد البدوي.
وكشف ضريف في تصريح لجريدة “العمق”، أن الفيلم “يتناول مجموعة من القضايا الاجتماعية الحساسة، منها ضرورة الوعي الجنسي ورعاية الأبناء بطريقة صحيحة لتحقيق توازن اقتصادي واجتماعي”.
ويجسد ضريف في الفيلم شخصية “قدور”، وهو رجل يعمل في مجال الفحم ويحاول توعية أبناء الدواوير بضرورة الانفتاح، متأثرا بالتجارب التي عاشها خلال سنوات قضاها في إسبانيا.
وأوضح الممثل المغربي أن الفيلم يسلط الضوء على “تأثير الفكر الكلاسيكي المحافظ الذي يجسده الممثل عبد اللطيف الخمولي في دور مؤسس الدوار، والذي يسعى إلى الإبقاء على التقاليد القديمة دون تطور، مستغلا سلطة الفقيه الذي يصدر الفتاوى وفق مصالح أصحاب المال والنفوذ”.
ويشارك في بطولة “فتوى” إلى جانب ضريف، كل من عبد اللطيف الخمولي، أمل الثمار، أحمد حمود، طارق الرميلي، هند ظافر، ومونة الرميقي وآخرين.
وأشار ضريف، إلى أنه سيطل على الجمهور المغربي قريبا من خلال مسلسل أمازيغي تم تصويره العام الماضي، إلى جانب مشاركته في أربع حلقات من السلسلة التاريخية “باب الخير” التي تضم كل من محمد خيي وكمال الكاظيمي.
وعن غيابه عن الأعمال الدرامية الناطقة بالدارجة، قال ضريف: “الفنان لا يغيب عن الجمهور بإرادته، بل لظروف خارجة عن إرادته، أنا شاركت في الكثير من الأفلام العالمية والمسلسلات العربية ونلت جوائز دولية، ومع ذلك، لا أتلقى دعوات للمشاركة في الأعمال المغربية رغم أن المخرجين والمنتجين يعرفونني جيدا، ولم أتصل بهم لسؤالهم عن الأسباب”.
ويرى الممثل المغربي أن “الشللية” موجودة في كل المجالات، بما فيها المجال الفن، قائلا: “هناك لوبيات تعمل بشكل مغلق ولا ترغب في التجديد، لذلك تأتي إنتاجاتهم ضعيفة، بينما الأعمال التي تُبنى على الكفاءة تحقق نتائج مميزة كما حدث في مسلسل بين القصور الذي نافس كبار الأعمال العربية على منصة شاهد”.
واعتبر ضريف، الذي شارك في أعمال عربية وعالمية، أن “لا مجال لمقارنة الإنتاجات المغربية بنظيراتها الأجنبية نظرا لحجم الإمكانيات”، لكنه يؤكد أن “الدراما المغربية تطورت كثيرا في السنوات الأخيرة، خاصة على مستوى الصورة والإخراج”.
وفي تعليقه على ما يقال عن “أزمة سيناريو” في الدراما المغربية، أوضح: “أنا لا أؤمن بوجود أزمة في السيناريوهات، لأن المغرب غني بالأدباء والروائيين والمؤرخين. المشكل الحقيقي يكمن في أزمة الأفكار المكتوبة في السيناريوهات، وليس في غياب الكتاب”.
المصدر: العمق المغربي