ثمنت ساكنة المناطق الجبلية والواحات الخطاب الملكي بمناسبة افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان، حيث جدد الملك محمد السادس التأكيد على أهمية تنمية هذه المناطق وتحسين ظروف عيش ساكنتها، وذلك من خلال إعطاء عناية خاصة للمناطق الأكثر هشاشة، بما يراعي خصوصياتها وطبيعة حاجياتها.

وقال الملك محمد السادس، في خطابه أمام نواب الأمة والمستشارين، إنه لا يمكن تحقيق تنمية ترابية منسجمة بدون تكامل وتضامن فعلي بين المناطق والجهات، وأضاف أنه أصبح من الضروري إعادة النظر في تنمية المناطق الجبلية، التي تغطي 30 في المئة من التراب الوطني، وتمكينها من سياسة عمومية مندمجة تراعي خصوصيتها ومؤهلاتها الكثيرة.

وأشادت ساكنة مناطق الواحات والجبل بالخطاب الملكي، مؤكدة أنه يشكل أملا جديدا في تنمية شاملة لمناطقها، وأنها تتطلع إلى تنفيذ الإجراءات والبرامج التي من شأنها تحسين ظروف عيشها وتوفير فرص العمل والتنمية الاقتصادية، ومشددة على ضرورة أن تكون هذه الجهود شاملة ومستدامة، وأن تضع في الاعتبار خصوصيات واحتياجات كل منطقة.

وفي المقابل طالب سكان بمناطق الواحات، في تصريحات متطابقة لهسبريس، المسؤولين، وخاصة على المستوى المركزي، بجعل خطاب الملك محمد السادس خريطة طريق لبداية تنمية هذه المناطق، وبإحداث وكالة مستقلة تعنى بالواحات، معتبرين أن الوكالة الحالية أعطت أهمية كبيرة لمناطق شجر الأركان وأهملت الواحات.

محمد جامو، فاعل جمعوي من واحة فجيج، قال إن الخطاب الملكي الأخير بخصوص الواحات يمثل أملا جديدا لتنمية هذه المناطق وتحسين ظروف عيش ساكنتها، وزاد: “أثمن شخصيا هذا الاهتمام السامي بالواحات، التي تعاني من تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة”.

وطالب الفاعل الجمعوي ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، الجهات المسؤولة بإعطاء أولوية قصوى لتنمية الواحات، من خلال إحداث برامج تنموية شاملة ومستدامة، وتوفير البنية التحتية اللازمة، ودعم المشاريع الاقتصادية والاجتماعية، مؤكدا أن مساحة مناطق الواحات تشكل 17 في المائة من تراب المملكة.

ودعا جامو الحكومة والقطاعات المختصة إلى ضرورة إشراك الفاعلين الجمعويين والمنتخبين المحليين في إعداد وتنفيذ هذه البرامج، لضمان نجاحها واستدامتها، وتحقيق التنمية المنشودة للواحات وساكنتها، مؤكدا بدوره غياب الدور المنوط بالوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان على أرض الواقع، وموردا أن “الواحات مهملة وتقتلها النيران والجفاف سنة بعد سنة”، بحسبه.

جمال الدين يحياوي، فاعل بيئي بواحات زاكورة، رحب بالخطاب الملكي الذي ألقى الضوء على أهمية تنمية الواحات، مشددا على ضرورة ترجمة هذه التوجيهات إلى إجراءات ملموسة، من خلال دعم المشاريع البيئية والاقتصادية التي تساهم في الحفاظ على الواحات وتنميتها، كما دعا إلى تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة في الواحات، وتشجيع السكان المحليين على المشاركة في جهود الحفاظ على هذه المناطق الطبيعية الهامة.

محسن أغبالو، فاعل حقوقي من واحة أوفوس، ثمن الخطاب الملكي الذي سلط الضوء على أوضاع سكان الواحات، وطالب بتحسين ظروف عيشهم من خلال توفير الخدمات الأساسية والبنية التحتية اللازمة، واحترام حقوق السكان المحليين في الاستفادة من ثروات الواحات وتنميتها، مشيرا بدوره إلى ضرورة إشراك السكان المحليين في اتخاذ القرارات التي تمس مستقبل الواحات، وضمان تمثيلهم في الهيئات المعنية بتنمية هذه المناطق.

إبراهيم عدو، فاعل مدني من المنطقة الجبلية بإقليم ميدلت، قال إن الخطاب الملكي بمناسبة افتتاح السنة الأخيرة من الولاية الحالية لمجلس النواب “يمثل فرصة تاريخية لتنمية المناطق الجبلية، التي ظلت مهمشة لعقود”، مضيفا: “نطالب بثورة تنموية حقيقية في هذه المناطق، من خلال مشاريع اقتصادية واجتماعية تضمن مستقبل أبنائها”.

ودعا عدو، في تصريح خاص لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى “إحداث قطيعة مع الماضي، وتجاوز سياسات التهميش التي عانت منها المناطق الجبلية”، مردفا: “يجب أن تكون هذه المناطق في قلب الأولويات التنموية، وليس في الهامش. ننتظر إجراءات ملموسة، ونريد مشاريع تنموية حقيقية، وتوفير فرص العمل والخدمات الأساسية لساكنة المناطق الجبلية”.

وأكد المتحدث ذاته على ضرورة الحفاظ على البيئة في المناطق الجبلية، وتشجيع السياحة المستدامة التي تساهم في تنمية هذه المناطق دون الإضرار بطبيعتها، مشيدا بالخطاب الملكي الذي أعطى دفعة قوية لتنمية المناطق الجبلية، ومطالبا بضرورة تنزيل مضامينه في القريب، من أجل تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتحسين ظروف عيش ساكنة هذه المناطق.

المصدر: هسبريس

شاركها.