عاشت العظيمه غزه بين حكم مجنون لا يخضع للعقل، “مرحلة حكم حماس وفساد مالي وإداري وعربدة أباطرة الأمن في عهد سلطة فتح وغابت عنها ضوابط الحكم العاقل الرشيد…
حكم السلطة وهنا نقصد سلطة فتح التي كانت في بدايتها وتحديدا في عهد الرئيس عرفات فترة استقرار وبناء وانتعاش لسكان غزه هذا الواقع لم يستمر بعد فشل محادثات كامب ديفيد وانتهت بتشكيلات فرقة الموت وعصابات الأمن وغيره من الفوضي والاقتتال الداخلي، وحيث انتشر فساد الأجهزة والسرقات، وعدم احترام الحقوق سواء العامة أو الخاصة. أدت كلها الي فقدان الثقة التامه من قبل الناس بفتح وسلطتها وقادتهم الي انتخاب حركة حماس التي رفعت شعار الأمن والأمان والعدل غيره ..
مرحلة حكم حماس التي جلبت معها حصارا منذ عام 1996 وعند اختطاف الجندي الاسرائيلي وعبر التنازع مع فتح وحروباً ومعاناة لا معنى لها. لم ينظر أي من الطرفين إلى مصلحة أهل غزة الحقيقية. بل وان غزه كانت مسرحا لاحزاب غير مسؤوله ولا تؤتمن علي مصلحة الناس سواء في الأمن او الحرية او التنمية بل وان كلا من السلطتين كانتا حملا ثقيلا علي غزه وشبابها وسكانها وأطفالها. لم تراعي سلطة فتح بعد رحيل الزعيم عرفات الناس ومصالحهم واصبحت تقاد من ميليشات لزعماء الأجهزة الأمنية المتقاتلة في حين ان حماس حكمت غزه بالحديد والنار والقمع بكل الأشكال رغم وجود الأمان بشكل عام..
سلطة رام الله والعلاقة بغزه:
الارتباط الإداري والمالي بسلطة رام الله، لم يكن إلا على حساب غزة وأهلها. فجميع الأموال المخصصة لدعم غزة وإعمارها تذهب إلى جيوب وبنوك الأردن وبعض الدول المحيطة، والمستفيدين في رام الله، ان العلاقة الغير عادلة وغير متساوية مع سلطة رام الله والمستوي الاقتصادي والفكري والاجتماعي المختلف جدا في كلتا المنطقتين يبرز كثيرا في كل علاقات رام الله بشكل خاص مع غزه ..ان هذه العلاقة لم تكن يوما صالحة لتنتج وطن واحد او حتي شعب واحد. ان السلطة في رام الله معزولة كليا عن شعب غزه نفسيا واجتماعيا وفكريا وطبقيا وهي علاقه برأيي لا يمكن إصلاحها إلا بالعمل علي رفع المستوي الاقتصادي والتعليمي لشباب غزه واهلها بشكل عام ومنحهم الفرص التي تساعدهم في تحسين وضعهم. وان ارتباط غزه اداريا برام الله لن يحقق هذا لهم أبدا أبدا. فخذ مثلا المنح الدراسية و مستوي الخدمات والاتصال بالعالم الخارجي والمستوي الصحي كلها مقارنه لايمكن ان تفكر حتي في الوصل لنفس المستوي بعد عشرين سنه .. أن تصل إلى غزة أو تُسهم في تنميتها وخدمة أهلها يبقي حلم غزه كما كان حلم برلين الشرقيه بمستوي برلين الغربية…
. هندسة العلاقة الإدارية والوطنية
لذا، فإن الحل يتطلب إدارة خاصة لغزة مع ارتباط روحي فيدرالي مع بقية الوطن. لكن يجب أن تكون إدارة المال والصحة والتعليم وغيرها من قطاعات التطوير والبلديات، في غزة ومن أهلها. كما يجب أن يتم الإعمار بشركات غزية، وأن تكون مقرات البنوك في غزة ذاتها. ان بناء غزه يجب ان يكون بسواعد شباب غزه وعبر تشكيل موسسات خاصة لهذا الغرض مثل صندوق إعمار غزه تحت إشراف نخبة من الخبراء والمختصين من غزه.
العلاقة مع السلطة في رام الله وباقي اجزاء الوطن يجب ان تكون فيدرالية بحيث تكون المؤسسات الوطنية مثل المجلس الوطني المنتخب او حتي الوزارات. غزه حالة خاصة لا يجب ان تخضع اداريا او ماليا لسلطة رام الله ولكن مع الاحتفاظ بالانتماء الوطني لفلسطين. كانت غزه هي المحرك الأساسي للقضية الفلسطينيه منذ ولادة الثورة الفلسطينيه الخديثه في عام 65 ولكن اهل غزه الان غزه بحاجة الي علاج ومداواة لجروحها…ان شعب غزه اشد ما يكون الي التعليم والتنمية والأمان والإعمار والصحة وتاهيل الشوارع وتعويض الناس..
باختصار، الحل يكمن في تنمية غزة وإعادة إعمارها بشكل مباشر بإدارة غزية مقرها غزه وكوادرها غزاوية ، دون وساطة السماسرة واللصوص المحيطين بها.”