كتب : محمود الطوخي



10:53 م


08/10/2025


مع تواصل المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل في شرم الشيخ وسط أجواء إيجابية، تردد اسم مروان البرغوثي كأحد أبرز القادة الفلسطينيين الذين تطالب الحركة بإطلاق سراحهم ضمن الاتفاق المرتقب لإنهاء الحرب.

على مدار جولات التفاوض السابقة، رفضت إسرائيل بشكل قاطع الإفراج عن البرغوثي بشكل قاطع، لكن حركة المقاومة الفلسطينية ضمّنت اسمه في قائمة الأسرى التي قدّمتها للوسطاء اليوم الأربعاء لمناقشتها مع الوفد الإسرائيلي.

مع ذلك، تشير تقارير إعلامية إلى أن تل أبيب تعتبر الإفراج عن مروان البرغوثي “خطا أحمر”، ما يطرح تساؤلا حول مدى أهميته وخطورته، فلماذا تخشاه إسرائيل؟

بالنظر إلى تاريخه، يأتي البرغوثي كأحد أبرز القادة الفلسطينيين إذ انخرط في النشاط السياسي وهو في عمر 15 عاما، كما نجح في حشد الدعم للقضية الفلسطينية وحل الدولتين.

في مقال نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية عام 2014، وصف الكاتب مارتن لينتون البرغوثي بأنه “نيلسون مانديلا الفلسطيني”، معتبرا أن الإفراج عنه “سيكون خطوة جادة نحو تحقيق سلام حقيقي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

يقبع البرغوثي في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ اعتقاله خلال عملية “الدرع الواقي” عام 2002، على ضوء اتهامات بتأسيس “كتائب شهداء الأقصى” العسكرية وهو الأمر الذي نفاه القيادي الفلسطيني بشكل قاطع.

سُجن مروان البرغوثي لأول مرة عام 1978 لمدة 4 سنوات بتهمة التورط في أنشطة عسكرية، حيث انضم خلال فترة إلى حركة فتح وتعلم العبرية.

بعد الإفراج عنه، قاد البرغوثي مسيرات حاشدة في الضفة الغربية خلال الانتفاضة الأولى عام 1987، ما أدى إلى اعتقاله مجددا ونفيه إلى الأردن حيث باشر العمل في مكاتب حركة فتح هناك، وأصبح مسؤولا عن توجيه أنشطتها في الضفة.

2_2_11zon

خلال الانتفاضة الثانية عام 2000، نفّذت “كتائب الأقصى” سلسلة عمليات استهدفت بها قوات الاحتلال، بما في ذلك عمليات في الداخل الإسرائيلي، قبل انفصالها عن حركة فتح في عام 2007.

حمّلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مروان البرغوثي المسؤولية عن تلك الهجمات، لتصدر بحقه أحكام بالسجن لمدة 40 عاما بعد مقتل 5 إسرائيليين. لكن القيادي الفلسطيني رفض التهم الموجهة إليه كما رفض الاعتراف بسلطة المحكمة الإسرائيلي.

في أثناء ذلك، حصل مروان البرغوثي على درجة الدكتوراه في عمل المجلس التشريعي الفلسطيني من جامعة القاهرة.

ويُرجح سياسيون، أنه قد يكون “الخيار التوافقي” لتسلم السلطة الفلسطينية تحضيرا للدولة المقبلة حال التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب.

البرغوثي: رجل “الدولة الفلسطينية”

رغم الخلافات التي تسيطر على العلاقات بين فتح وحماس، تُصر الأخيرة على إطلاق سراح البرغوثي، ما يُظهر توافقا كبيرا على قيادي قد يشكل نواة للإصلاح والتوحيد بين القوى الفلسطينية.

3_3_11zon

يقول مدير المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية خليل الشقاقي، إن الفلسطينيين ينظرون إلى مروان البرغوثي على أنه “بطل وطني، رجل نزيه لم يلطّخه الفساد، إنه شخص قادر على المصالحة مع حماس وتوحيد الفلسطينيين”.

تأتي محادثات شرم الشيخ الجارية، في إطار خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة، والتي جاءت عقب موجة اعترافات من دول غربية بما في ذلك بريطانيا وفرنسا، بالدولة الفلسطينية.

تتسم الخطة بالغموض في ما يتعلق بمسار إقامة الدولة الفلسطينية؛ إذ تقول إن الظروف قد تتوفر “لمسار موثوق لتقرير المصير الفلسطيني وإقامة الدولة، وهو ما نعترف به كطموح للشعب الفلسطيني”، بينما تتقدم عملية إعادة إعمار غزة وإصلاح السلطة الفلسطينية.

خلال زيارته الأخيرة إلى البيت الأبيض أواخر سبتمبر الماضي، أعلن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تأييده خطة الأخير لإنهاء الحرب في غزة.

لكن في اليوم التالي، أكد نتنياهو في تسجيل نشره على حسابه بتطبيق “تيليجرام”، أنه لم يوافق إطلاقا على إقامة دولة فلسطينية خلال محادثاته مع ترامب في البيت الأبيض، مدّعيا: “لم يرد ذلك في الاتفاق، أوضح بشكل كامل معارضتنا قيام دولة فلسطينية”.

4_4_11zon

وفي أغسطس الماضي، قال نجل البرغوثي نجل القيادي الفلسطيني، في تصريحات لشبكة “سي إن إن” الأمريكية، إن إسرائيل ترفض إطلاق سراح والده “لأن نتنياهو لا يريد شريكا للسلام”.

ويؤكد مدير المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، أن مروان البرغوثي هو الزعيم الفلسطيني الاكثر شعبية على الإطلاق القادر على الفوز في الانتخابات الرئاسية، مشددا على أن: “كافة المرشحين الرئاسيين الآخرين، الإسلاميون والقوميون على حد سواء لا يمكنهما هزيمته. قد يفوز بنسبة لا تقل عن 60% من الأصوات في أي انتخابات”.

ظهور نادر

منذ اعتقاله أصبح ظهور البرغوثي نادرا نتيجة السياسات الإسرائيلية التعسفية في حقه كباقي المعتقلين الفلسطينيين. لكنه قبل أشهر في مقطع فيديو نشره وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير.

وظهر بن غفير وهو يسخر من البرغوثي داخل محبسه، إذ بدا عليه الضعف والمرض.

لاحقا، قال متحدث باسم بن غفير، إن وزير الأمن القومي حصل على تأكيدات من نتنياهو بأنه لن يتم الإفراج عنه بشكل غير صريح، إذ سبق وأن تعهد رئيس حكومة الاحتلال بعدم إطلاق سراح أي ممن وصفهم بـ”الرموز”، وفق “سي إن إن”.

اقرأ أيضا:

بينهم “مهندس حماس”.. من هم القادة الذين قد تطالب المقاومة بالإفراج عنهم؟

البرغوثي وسعدات.. من هما القياديان اللذان تطالب حماس بالإفراج عنهما في كل مفاوضات؟

شاركها.