مرتضى الغالي

قبل أيام التقى رجل اسمه (عبدالله يحي).. وهو شخص لا يعلم أحد عنه شيئاً غير انه يشغل في دولة البرهان والكيزان الانقلابية منصب (عضو مجلس سيادة مع بت عبدالجبار المبارك وآخرين)..التقى عبدالله يحي هذا برئيس المحكمة الدستورية “وهبي محمد مختار” وهو ربيب كيزان ومن “تعيينات البرهان” وصدر تصريح عن هذا اللقاء..!

كل هذا من الأمور الطبيعية في سلطة بورتسودان..! ولكن (المزعج والغريب) أن هذا التصريح الصادر من لقاء الرجلين يؤكد على (التعهّد برعاية سيادة القانون وتطبيقه على كل المقيمين بالدولة وضمان توافق قوانين الدولة مع الدستور وعدم التدخّل في أعمال السلطة القضائية مع ضمان حريات المواطنين وحقوقهم)..!

وبالأمس وقف كامل إدريس رئيس حكومة بورتسودان يتحدث في منبر الأمم المتحدة للعالم عن صلاحياته المُطلقة وحكومته المدنية التكنوقراطية التي تقوم على الشرعية والقانون وديمقراطية الحكم والعدالة.. إلى آخر هذه التعبيرات التي صفق لها (الوفد المرافق)..!

واليوم تم الحكم على محامي سوداني بالإعدام شنقاً حتى الموت (لاعتبارات سياسية)..وتم اعتقال محامي الدفاع قبل صدور الحكم بواسطة رجال الأمن للحيلولة دون مشاركته في الدفاع عن موكله..! كما إن قاضي المحكمة أصدر قراره بإعدام المحامي (دون سماع البيّنات المطلوبة..وفي غياب هيئة الدفاع، ومن دون إخطارها أو تمكينها من حضور جلسة النطق بالحكم)..!

جرى ذلك في محكمة جنايات مدينة سنجة وحوكم المحامي تحت طائلة قالوا أنها تتضمّن تقويض الدستور (الذي قوّضه انقلاب البرهان والكيزان) وتحت طائلة (إثارة الحرب) ضد “سلطة بورتسودان الانقلابية (التي قامت بالحرب)..!

أكد محامو الطوارئ أن اعتقال محامي الدفاع يدخل في باب (التسييس الواضح) لمؤسسات العدالة و(التدخّل المباشر) من الأجهزة الأمنية في عمل القضاء وتقويض استقلاله، و(التهديد البيّن لمبدأ سيادة القانون)..!

المحكوم عليه بالإعدام هو المحامي (أبوبكر منصور) والقاضي الذي حكم عليه بالإعدام هو (عبد اللطيف آدم محمد علي) وقد عرّفه بيان هيئة (محامو الطوارئ) بأنه منتدب خصيصاً للنظر في القضايا ذات الطابع السياسي..! وقد استبق هذا القاضي موعد الجلسة المقرّرة لإصدار الحُكم (بأربعة أيام) ليصدر حكم الإعدام على المحامي..!

هذه ليست المر الأولى أو العاشرة التي تصدر فيها أحكام بإعدام البشر وإزهاق الأرواح بهذه الخفّة..!

هيئة (محامو الطوارئ) نشرت وتحدثت عن مئات الأحكام الإيجازية من محاكم سلطة بورتسودان في العديد من مدن البلاد (بالإعدام والمؤبد والأحكام الجزافية بعشرات السنين) ضد مواطنين أبرياء تحت ذريعة التعاون مع قوات الدعم السريع التي قام بتقنينها البرهان والكيزان..ووجد المواطنون العُزّل أنفسهم تحت سيطرتها..فهل هناك بالله “منذ بداية الخلق” ظلم أكثر من هذا..؟؟!

نريد فقط أن نعرف الفرق بين القضاة والجلادين..؟! نريد أن نعلم هل أصبح الجلادون قضاة..أم أصبح القضاء جلادين..؟!

هل نسمع رأي كامل إدريس ومستشاريه..؟! ما رأي “مستر وهبي” رئيس المحكمة الدستورية..؟! وأين يسكن رئيس القضاء..؟!

ما هو رأي وعّاظ الحكومة والنائب العام ومفتي اسطنبول ولجنة السلم الأهلي و”مجلس السيادة”..؟! وما رأي (جماعة الكيزانوفوبيا) والتوم هجو ونساء ورجال صحيفة الكرامة وقناة طيبة والزرقاء و(كتاكيت الغُرف الاليكترونية)..؟!

لن نتحدث عن القاضي “عبد اللطيف آدم”..التاريخ هو الذي سيصدر حكمه..طال الزمن أم (تناطن جبال اللوس)..!

التاريخ سيقول حُكمه..والكون ليس مطلوق العنان..فهل هم في مِريةٍ من لقاء ربهم (ألا إنه بكل شيء مُحيط)..الله لا كسّبكم..!

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.