
يريدونها عدالة عرجاء
التقي البشير الماحي
في العام 2009، غداة الإفراج عنه صرّح الدكتور الترابي بعد إطلاق سراحه بأنه مع العدالة الدولية بغضِّ النظر عما إذا كانت معنا أم ضدنا.
وهو ما ذهب إليه أيضًا في تسجيل سابق دعا فيه البشير إلى تسليم نفسه واعتبر أن ما توصلت إليه التحقيقات يطابق ما خلصت إليه اللجنة الوطنية التي سُمِّيت لذلك. ولم يفت الرجل أن يعزّز موقفه المعلن بذكر رأي الشريعة في المعاهدات الدولية.
واليوم، وبعد مخاض عسير وانتظار طال تمت محاكمة أحد القادة الميدانيين لمليشيا الجنجويد وهو ما خلَق بعض علامات الرضا لدى أسر الضحايا والمظلومين الذين لا يزالون ينتظرون في معسكرات النزوح واللجوء؛ تطاردهم نفس الآلة التي سبق أن حصدت أرواحهم فتزيدهم بؤسًا على بؤس.
إن المحاكمة الجزئية التي جرت قد تمهّد الطريق لمحاكمات لاحقة لكلِّ من ولَغَ في دماء السودانيين فالعدالة طريقها واحد لا يتجزأ ويجب أن تطال من قتل بالأمس ويقتل اليوم لتؤسّس لمبدأ عدم الإفلات من العقاب.
البعض يريدها عدالةً عرجاء تغضّ الطرف عن جرائم وترفع عقيرتها بالصراخ والمطالبة بالعدالة في جرائم أخرى.
الدم السوداني واحد فنحن قُتلنا يوم قُتلَ «الثور الأسود».
المصدر: صحيفة التغيير