مصراوي

توصلت دراسة علمية حديثة إلى أن الفهود ربما كانت تصطاد وتتغذى على أسلاف الإنسان الأوائل من نوع الإنسان الماهر قبل نحو مليوني عام في شرق إفريقيا، مقدمة رؤية جديدة حول أسباب انقراض هذا النوع البشري القديم.

واعتمد البحث، الذي نشر في مجلة حوليات أكاديمية نيويورك للعلوم منتصف سبتمبر الماضي، على أدوات تحليل قائمة على الذكاء الاصطناعي لتحديد المفترس المسؤول عن مقتل فردين من الإنسان الماهر، وهو أحد أقدم أعضاء جنس Homo.

وقال مانويل دومينغيز رودريغو، أستاذ ما قبل التاريخ في جامعة ألكالا بإسبانيا وأستاذ زائر في جامعة رايس بتكساس، في تصريح للمجلة: “لقد فتح الذكاء الاصطناعي أبوابا جديدة للفهم، إذ مكننا من تحديد المفترس بدقة غير مسبوقة”.

وحلل فريق الباحثين بقايا فردين من الإنسان الماهر عُثر عليهما في موقع مضيق أولدوفاي في تنزانيا، ويُعرفان علميًا بالرمزين (OH 7) و(OH 65)، ويعود تاريخهما إلى نحو 1.85 و1.8 مليون سنة على التوالي، حيث أظهرت عمليات الفحص وجود آثار أسنان على الفك العلوي والسفلي لم توثق من قبل.

وباستخدام تقنيات الرؤية الحاسوبية ونماذج التعلم العميق، درب الباحثون الذكاء الاصطناعي على مئات الصور لعلامات العظام الناتجة عن افتراس حيوانات لاحمة مثل الضباع والتماسيح والفهود، إذ حقق النظام دقة تجاوزت 90% في تحديد الحيوان المفترس.

وعند تطبيق هذه التقنية على العينتين، كشفت النتائج بدرجة عالية من الثقة أن الفهود هي من خلفت آثار العضات، ما يشير إلى أنها كانت تفترس الإنسان الماهر وتتغذى عليه، وليس مجرد مهاجمته أو إصابته.

وأوضح رودريغو أن “قلة بقايا الهياكل العظمية المكتشفة توحي بعملية افتراس كاملة”، مضيفا أن تحليل الفك السفلي أظهر أن الفهود أزالت كميات كبيرة من اللحم للوصول إلى العظام، ما يؤكد أن الأمر يتعلق بوجبة كاملة، وليس مجرد عضة قاتلة.

وتعزز هذه النتائج الفرضية القائلة إن الإنسان الماهر، الذي كان يعيش في بيئة مليئة بالمفترسات، ربما لم يكن دائما في قمة السلسلة الغذائية، بل كان في بعض الأحيان فريسة للحيوانات آكلة اللحوم مثل الفهود.

شاركها.